Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

الثقة عند الغريب

الثقة عند الغريب

بقلم : نورة طاع الله


أصبحت الثقة اليوم من الأمور الصعبة المنال فأن تجد من يثق بك وتثق به بالقليل وبالصعب في نفس الوقت وهذا راجع الى الكم الهائل الكبير من الخيانات والقضايا والجرائم التي جعلت الكثير في تفطن وادراك وانتباه كبير جعلهم يدققون ويدرسون الشخص جيدا بتمريره حول امتحانات واختبارات وتجارب ليت التأكد ما اذا كان صاحب ثقة ويمكن الثقة به أو لا وهذا أنسب من أن تنقرض الثقة بشيء كلي .


أكثر الناس الذين خدعوا وطعنوا ثقتنا هم ذلك الأقرباء وذلك القريبون منا جدا الذين منحناهم كل الحب والثقة وحسبناهم أنفسنا دون أي مبالغة وانما فعليا ومواقفنا وأفعالنا وسلوكياتنا تدل عن ذلك وأكثر فأموالنا وحاجياتنا وأسرارنا وحالنا وحياتنا السرية والعامة معهم وبجيبهم وتحت تصرفهم وكل هذا من ثقة كبيرة قد منحناها لهم لأنهم أبدوا لنا في الأول مدى احترامهم لنا وتقديرهم لنا واستعدادهم للتضحية من أجلنا دون أي تأخير أو تردد أو تفكير..ومن تصرف بطولي مزيف منهم معتمد على التمثيل والخداع صدقناهم ووثقنا بهم ومنحناهم صلاحيات لا يمتلكها غيرهم ..تلك الصلاحيات تجعل منهم الشخص الثاني منا .


بعد عديد المواقف والأمور التي بينت وأكدت على أن معظهم لا يستحقون تلك الثقة وتلك الحب والاهتمام الذي صدر منا ومن طرفنا ظنا منا أنه المناسب في المكان المناسب الا أنه المخادع الذي حل مكان غير بمكانه ..فبدأنا نمحي تلك الامتيازات منهم بقرار نهائي بعد بحث وتأكد واثبات مستنبط من أعمالهم وأفعالهم وتصرفاتهم التي أثبتت معدنهم ونواياهم وماذا نحن بالنسبة لهم مما أصبنا بالدهشة والصدمة التي قللت ثقتنا بالجميع بشكل كبير وواضح أثر فينا التأثير القوي الذي نتج عنه لا للثقة بأي كان سواء كان قريب بالدم أو قريب بالصداقة أو قريب بأي قرابة وقرب كان الا اذا كان بالفعل شخص أمين وصادق ووفي ومخلص يقدر ثقتنا ولا يخون الثقة الممنوحة له مهما كان ومهما حدث وحصل ..هنا يتم فتح باب الثقة وخروج بالتوجه الى صاحبها الحقيقي لا بالغلط .


القريب اليوم خاننا والغريب احتضننا وأثبت لنا مدى حسن نيته وتعامله وصدقه ووفائه الذي جعلنا نأخذ الثقة من القريب ونمنحها للغريب دون أي تفكير فالمواقف كافية بأن تبين نوع المعدن والشكل العام للنوايا وصدق الكلام والأفعال الذي لولاه لما كنا قد وثقنا بالغريب بما أن القريب خان ثقتنا فماذا عن الغريب الذي لا نعرف عنه الكثير وان كنا نعرف فهو غريب عنا وهذا يكفي بأن نتحفظ ونحتفظ بثقتنا عندنا ولا نفكر بمنحنا بكل سهولة ولا حتى بصعوبة للغريب الا أن الغريب كان ناجحا في الاختبار وأعطى جميع الضمانات التي تثبت وتطمئننا بأن يكون هو القريب بالثقة والباقي غرباء وان كانوا أقرباء وقريبون منا كثيرا.


ان الثقة شعور بالأمان جالب للاطمئنان فمن وثق بنا قد شعر معنا هذا الشعور ومن وثقنا بهم قد شعرنا كذلك بشعور الأمان والاطمئنان وأنهم ذلك العضو الذي لا يختلف عن سائر الأعضاء التي تسكننا .. فنفتح له أبواب بئر أسرارنا وحياتنا الخاصة جدا والسرية حتى أننا نضع المفتاح عندهم وهذا كله لم يكن ولم يحدث من العدم وانما هناك شعور قد وصلنا منهم وصدر منا ذهابا اليهم ..فشعور الثقة متبادل والنوايا واحدة ومتى كان الشعور واحد والنية واحدة فالثقة هنا تعطي أجمل مثال وقصة ونجاح عن الثقة .


لك أن تثق بالغريب متى كان منك قريب ومتى كان الشعور واحد والنية واحد فلك أن تثق به حسب الشروط والصفات التي وضعتها لتتوفر فتمنح الثقة في الحال .


الثقة عند الغريب ليس جريمة ولا تهور ولا تسرع ولا غش وخداع من الغريب متى كان الغريب بالفعل صادق ويستحق ثقتك وهو خير أمين وخير عامل وفقا لثقتك التي هي بالنسبة اليه شيء مقدس لا يمكن الاقتراب منه ولا تغيير حقائقه وشكله .


لا تركز في منحك للثقة ان كان ذلك الشخص قريب أو غريب يكفي أنك تراه مناسب وقد أقنعك وجعلك ترضى فوثقت به بعيدا عن معيار هو غريب أو قريب والقريب أولى من الغريب ..أو الغريب أهون من القريب

إرسال تعليق

0 تعليقات