عاهد السيد هارون نفسه بأن يقف جنب أولاده ويلبي لهم كل
ما يحتاجونه وبشكل أحسن وأفضل الا أن يتخرجون وكل واحد
فيهم يعمل بشهادته ومستواه ويصر مسؤولا عن نفسه
فيطمئن القلب والبال والفكر عليهم جيدا وتتمكن النفس من
وضع هرمها على الوسادة والنوم بكل ارتياحية .
. وعد نفسه ووعدهم وهذا الوعد كان بالثقيل جدا عليه ومع
ذلك أخفى ثقله وأظهر خفته وقدرة التمكن والسهولة في
تنفيذه والوفاء به .
للسيد هارون أرض زراعية صغيرة وكان يجني منها الكثير من
الرزق. فالظروف والأزمات الكثيرة التي مر ويمر بها هذا الرجل
في حياته جعلته يتركها ولا يعتني بها لكثرة مصاريفها فحتى
الأرض مصاريفها تفوق أي مصاريف .
. ومن فترة الى فترة. بالفترات البعيدة كان هارون يأتيه عمل
في اصلاح السيارات. يقف على الطريق الرئيسي ويقعد
بالساعات الطويلة على أمل أن تمر أي سيارة عاطلة فيقم
باصلاحها وجلب الرزق منها. غير أن هذا العمل وهذا الحال
ليس بالحل القوي الذي منه يتحسن وضعه المزري ويلبي منه
جميع احتياجتهم الضرورية فقط لا فوق .
0 تعليقات