حديث صغارنا بالشيء الذي لا نلتفت اليه كثيرا ولا نعطي له أهمية كبيرة كاعتقاد منا أنه حديث وكلام وفقط مختلط ومزيج بين الموجود والغير موجود وفيه العديد من المرح والأشياء الغير مفهومة والتي لا يفهمونها هم شخصيا فنتغاظا على كبائر وصغائر الجمل والألفاظ والكلام الذي يقال من طرفهم على أساس أنه كلام وفقط كلام عابر يقال ولا يجب الالتفات اليه الالتفات الصريح المباشر الذي فيه كل الادراك والانتباه والاهتمام وهذا ما يؤدي الى حدوث الكوارث مع صغارنا لأننا أهملنا ما يهمهم وتغافلنا عما يلهيهم ويشغلهم فكان الذي لا يحمد عقباه والذي لم نتصوره وهذا أكبر خطأ يقع فيه الأولياء حين يتركون صغارهم يتكلمون ويتحدثون في الفراغ ولا القلب مهتم ولا العقل يركز ولا الاذن تسمع وكأن الذي يتكلم شخص غريب أو مجنون يجمع من الشمال واليمين وحتى المجنون فيه كلامه وحديثه الكثير من الحقائق والأسرار والشيء الجميل الذي ان انتبهنا له عرفنا ما يجب أن نعرفه وأخذنا منه ما يهمه ويهمنا في نفس الوقت فمثل هذا التغافل الأفضل أن لا يكون فعندما يتحدث الصغير لا بد أن نسمع له ونسمح له بأن يتحدث بكل هدوء وحب واطمئنان بعيد عن الضغط والمحاسبة والتخويف ليقول ما عنده الذي قد يوقعه في ساحة الخطر أو قد يفقده ثقته بنفسك فالأولياء والكبار يساهمون بشكل كبير في تكوين شخصية الصغار ومدى فعاليتهم ومساهمتهم المباشرة في جعلها اما تلك الشخصية القوية أو تلك الشخصية المتزعزعة الضعيفة الذي لم تجد مكانها الأصلي الحقيقي المناسب بعد لتستقر عليه.
ليس هناك شيء اسمه دع الصغير يتحدث متى كان ومتى أراد مع الكرسي أو الحائط أو الخزانة أو مع لعبته وسيارته الصغيرة وكرته أو للنجوم التي تحول فوقه ليلا بغرفته وانما متى تحدث وتكلم الصغير انتبها له وسمعناه وركزنا معه وحاورناه وناقشناه وطرحنا عليه الأسئلة التي منها نخرج الكثير والكثير من جعبته فهم كذلك يتأثرون بكل شيء من حولهم أكثر منا نحن الكبار فلا اهمال في هذه الجزئية التي يراها البعد بسيطة وغير مهمة فهي مهمة جدا لدرجة أننا منها ننقض صغارنا ونخلق فيهم الشجاعة والجرأة والقوة التي تفيدهم وتنفعهم في الحياة.
ان حديث الصغار اعتراف من القلب بكل عفوية وتلقائية كبيرة وشديدة
0 تعليقات