كثيرا ما تلزمنا بعض الأمور والأشياء على اتخاذ القرار عاجلا أو أجلا فالقرارات حاسمة للأمور والقضايا ومنهية للذي لا بد أن ينتهي وبادئة للذي لا بد أن يبدأ ..فالقرار كلمة وموقف ان وجد ضرب سيفه وقطع عنقه وطعنه ..فمن قرر طبق ونفذ ولا يوجد غير التطبيق والتنفيذ..
القرارات في مجملها صعبة ولا يجوز العدول والتراجع عنها خاصة بين الاعلان عنها وقول الكلمة الفاصلة في ذلك فيكون القرار في هذه الحالة وجب التنفيذ لا غير ذلك أما القرارات التي تبقى في جعبتنا وحوزتنا لنا التغيير منها والتعديل فيها بأي وقت أردنا فهي عندنا كالسر الذي لم سنكشف بعد .
متى تم وضع الختم والتوقيع على القرار أصبح واقع وضمن الحياة ومن ضرورياتها التي لا بد من السعي والعمل وفق ما تمليه وتنص عليه والمتحمل الأول والأخير عن كل ما يخلفه القرار هو صاحب القرار من قرر وأعلن ووضع ضربة كفه على رقبته وصدره لا احد غيره الا في حالة ما اذا كان القرار تم بالاشتراك والمشاركة فيه من قبل أكثر من شخص هنا يتم تقسيم المسؤولية على الجميع فهم أصحاب القرار واصدراه كان من قبلهم ومن طرفهم فالواجب واجبهم والمسؤولية مسؤوليتهم.
من قرر بقلبه ليس كمن قرر بعقله فالعقل لا يفكر كما يفكر القلب ..فالرزانة والحكمة والاتزان والهدوء في العقل والفوضى والتشويش والتذبذب وضربات الريح بالقلب ..فمن قرر بقلبه قد يقع في مصيبة وتحل كارثة من جراء ذلك القرار لأن لا ثرار للقلب من دون العقل ومساعدة العقل وتحت تصرف ورعاية العقل.
القرارات القلبية قرارات غير ثابتة وتحمل الخطأ والقليل من الصواب في الغالب والمجمل ..القرارات القلبية شبيهة بمن قال نعم بالأمس ولا باليوم ..وسأفكر بالغد ..فمن اعتمد على قلبه وسمع الى صوته المدوي وأزال العقل من الطريق ليقول القلب كلمته وليست أي كلمة وانما قرار فيه المسؤولية والعمل والواجب والمحاسبة واللوم والعتاب والكثير ..فلا اتخاذ لقرارات بالاكتفاؤ بما يمليه عليك القلب.
قبل صدور القرار لا بد من تمريره على العقل ليراجعه ويصحح ما يجب أن يصحح ويقول رأيه اما بالتأييد أو المعارضة وان عارض العقل على قرار القلب فلا بد من اعادة النظر في القرار والابتعاد عن التسرع والتهرب الذي لا يوقعنا سوى في مشاكل وماسبة نحن في غنى عنها.
ان القرارات القلبية قرارات ناقصة لا يمكن الاعتماد ولا الاكتفاء بها فلا بد من تدخل العقل الذي يزيل كل لبس وعيب .
0 تعليقات