Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

خادمة البيوت_8

الفقر يجرنا الى العمل باي شيء وان كنا لا نحبه ولا نرغب فيه وليس من طموحنا بتاتا..فعائلة السيد عبد الله من العائلات الفقيرة جدا المقيمة باحدى الأرياف المعزولة البعيدة عن الحياة الحقيقية ..والسيد عبد الله كبير في السن وله اولاد صغار واكبر اولاده البنت سلمى البالغة من العمر 19 سنة لم تدخل هذه البنت ولا أخوتها المدرسة قط ولا حتى تعرف الكتابة والقراءة فالمكان الذي تسكن فيه ليس فيه ادنى متطلبات الحياة العادية التي يحتاجها أي انسان. 

للسيد عبد الله أخ يعمل في المدينة كان قد وجد عمل لسلمى .. عارضت سلمى ورفضت أن تكون خادمة فالبنت ليس طموحها في الحياة أن تكون خادمة باي بيت كان الا أن الظروف تحتم علينا أشياء لا نحبها وتجبرنا وتكون أقوى منا وتقرر عنا وتضعنا امام الامر الواقع الذي دوما وغالبا يكون ضدنا وعكسنا ولكن في الأخير نرضى. 

سافرت سلمى مع عمها الى المدينة وأخذها العم الى المكان والبيت الذي ستعمل به وتجني منه الرزق الذي ينتظره الذين تركتهم ورائها.. 

..وصلت الى المنزل الذي تسكنه سوى عجوز مسنة في السبعين سنة .. ٍرأت سلمى في أعين العجوز شرارة وقوة أخافوها كثيرا.. 

عجبا في بيت كبير وعريض تقيم به سوى عجوز لوحدها ..وكل خادمة تخدمها تبقى فترة قصيرة وترحل ببساطة لأن ربة البيت صعبة الطباع وحادة اللسان ولا تحمل أبدا.. 

... عانت سلمى كثيرا لفترة معتبرة مع العجوز التي كانت تدقق في أبسط الأشياء والأمور .. ولكن لا مفر لها الا أنها تتحمل وتصبر فوضع عائلتها يتحسن وفي تحسن بفضل هذا العمل واستطاع أبوها من علاج نفسه وذهاب اخوتها الصغار الى المدرسة ودفع تكاليفهم وهذا ما جعلها  لا تتكلم فسعادة أسرتها أسكتها .. 

.. مع مرور الوقت .. شيئا فشيئا أحبت العجوز سلمى لأنها رأتها مختلفة عن كل الذين مرو عليها فبدأت تشفق عليها بقوة.. حن قلبها .. وكابنتها أصبحت تعاملها وحتى أنها حققت لها حلم لم يستطع أحد تحقيقه وهو تعليمها..  

تحضر لها أساتذة ومدرسين الى البيت ليتم تعليمها وتعلمت سلمى الكتابة والقراءة ودرست بجد واجتهاد الى أن دخلت الجامعة .. 

.. كانت سلمى والعجوز كالبنت والأم ..الذي لم تجده العجوز في أولادها الأربعة وجدته في سلمى والذي لم تجده سلمى في أمها وأبوها وجدته في العجوز التي عوضتها عن كل الحرمان.. 

تمكنت سلمى من أول يوم دخلت فيه بيت العجوز من فهمها ومعرفة كيفية التعامل معها ووتنكمت من ارضاءها كل الوقت.. 

القدر كتب لسلمى أن تتغير حياتها للأفضل وتصل لأحلامها البسيطة عن طريق هذه العجوز الطيبة جدا الفاعلة للخير .. 

.. السعادة كانت معهما لا تفارقهما الى أن جاء اليوم الذي بدأت تتدهور فيه حالة العجوز صحيا .. وقتها قدم اولادها الذي كل واحد فيهم سافر وهاجر الى بلد وتركوها لوحدها .. ها هم رجعوا الى أمهم لينتظروا موعد وفاتها ودفنها وأخذ الميراث والممتلكات. 

... عند عودتهم .. وبعد رؤية أمهم كيف تعامل الخادمة وعلاقتهما المتينة والقوية التي هم لم يصلو اليها مع والدتهم.. تفاجئوا.. بالأحرى غاروا .. بدأووا يسعون جاهدا لطرد سلمى الا أن الأم  العجوز القوية وقفت دوما في وجه قراراتهم ومنعتهم من ظلم سلمى واخبرتهم بأنها هي ابنتها الوحيدة التي لم تلدها.. 

طويت صفحة العجوز من الحياة .. حزنت سلمى كثيرا عليها..جاء الأولاد الذكور الأربعة لتسريح سلمى من البيت لبيعه واخذ كل واحد نصيبه والعودة الى حياته.. لكن كانت الصدمة .. اندهش الأولاد بأن البيت ملكا لسلمى ومعظم الممتلكات التي كانت ملكا لوالدتهم الثرية ملكا لسلمى حاليا ولمشاريع خيرية نشطت واجتهدت معنويا وماديا العجوز وسلمى في عملها وانشائها .. 

.. شيئا فشيئا عادت الحياة الى مجراها الطبيعي لدى سلمى التي اجتمعت بعائلتها مجددا بظروف افضل.. ولكن حبها للمرأة النادرة الوجود لم يمت بموتها .

إرسال تعليق

0 تعليقات