عبادة الجسد " اقرأ " _73

نتيجة التحليل خمسة أيام.وباليوم الخامس اتصلوا بي من المستشفى وطلبوا مني أن أتقدم إليهم لأخذ نتيجة التحليل.. 

ذهبت واستلمت النتيجة التي سلمتها إلى الطبيب هناك..لحظتها كانت أصعب اللحظات التي مرت على حياتي..كان الموت وفقدان أشياء..لكن نتيجة التحليل كانت أصعبهم بكثير.. 

أنا أرى أنه أصعب عقاب ..نعم..أنك تصاب بصحتك وبالخبيثين الذي يسحب الروح من ذلك الجسد بألم وجراح...الجسد الذي كان السبب الرئيسي في وجود فيروسين قاتلين.. 

حتى الطبيب لم يستطع أن يخبرني على المرض مباشرة..باشر بطرح الأسئلة وكلها كانت محرجة ..من بينها.. 

هل أنت لك علاقات جنسية خارجة عن إطار ونطاق الزواج ؟..وان كان...كم علاقة؟.. 

هل كنت تستعمل وسائل الحماية عند التواصل الجنسي ؟.. 

..لم أجد جواب لهذه الأسئلة..بالأحرى الإجابة عندي كانت صعبة..سكوتي وهروب الحروف والكلمات مني وصل الجواب وقتها إلى الطبيب الذي نظر اليا بكل أسف وقال: 

أنت يا سيد فرحات سلامات مصاب بمرض السيدا المعروف بالايدز وبحالاته المتقدمة...منذ فترة وهذا المرض يصاحبك ويرافقك..ومتواجد بجسدك..إضافة إلى هذا أنت مصاب..أصبت بسرطان في الدم.. 

أنا كنت أتوقع..فرحات توقع أنه مريض بمرض غير عادي ..لكن ليس بهذين المرضين.. 

عندي مرض السرطان أهون بكثير من مرض السيدا.. 

..الايدز الذي يصعب على كل مصاب به أن يفسح به.مع وجوده نخجل من أنفسنا مع أنفسنا وأمام الغير.. 

 شرح ووضح الطبيب لي مدى خطورة المرض وحساسيته بين الناس وفي المجتمع.. 

وقال: 

لا بد أن ألتحق بالمستشفى..المصحة المخصصة لمعالجة أصحاب الايدز وأتابع مرضي هناك.. 

وافقت..والى البيت بأدراجي عدت وأخبرت أصحابه بأنني مسافر إلى تونس في سفر عملي..وهم صدقوا كلامي ولم يعارضوا...صار كل واحد فيهم يحدد نوع الهدية التي أحضرها وأجلبها معي من هناك..فهديتي إليهم التي لا يدرون بها هو رحيلي عن هذه الحياة, وأي رحيل...بعد قضاء أبشع الأوقات في المعاناة و..آه.تمنيت..كان يحلم فرحات..تمنى أن تكون موتته سهلة ..خالية من المرض.. 

جرائمي من زنا وشرب الخمر والقذف والسرقة..عقوق الوالدين..القمار..النصب والاحتيال..اشتملت العقوبات في عقوبتين..في مرضين..في جزاءين..السرطان والايدز