عبادة الجسد " اقرأ " _72

فيا مدينتي..الذنب لا ذنبك أنتي ولا ذنب المدينة التي أقمت بها ولا أي مكان أخر..ولا الذنب على الناس..ففي كل مكان هناك الجميل والبشع..الحسن والسيئ..الخير والشر..هناك أصدقاء سوء وأصدقاء صلح وأخلاق..فالذنب يا ولايتي ذنب فرحات الذي عندك يا سطيف عاش كالملاك لأنه وجد بك موانع عديدة منع بها عن عبادة الجسد..خارجك عاش وأصبح..كان شيطان بوجه إنسان.. 

لوثت سمعتي ..اسمي وأنا عند غيرك..مع أنه كان بإمكاني الحفاظ عليه وتكبيره.. 

لم أقدر فضل الله عليا والأشياء التي منحني إياها الخالق..عمل جيد ..والدين ما شاء الله...زوجة ولا أروع منها...أولاد أجمل أجيال وأولاد هذا الجيل...معيشة الحمد لله ..رزق واسع...كل هذا محوتهم بلحظة...كل هذا لم أحافظ عليه..رميتهم بالسلة مقابل عبادة الجسد.. 

..العبادة التي أرتني سعادة مزيفة وليس لها دوام وعلى ألام تنهيني..أنهتني..قدمت لي مسكن أفاقني على جروح ومصائب ..على فقدان ومعاناة.. 

هذه العبادة..عبادتي أهدت لي مرضين لا شفاء لهما, والدواء سوى التخلص من الآلام لثواني.. 

دخلت المستشفى بماعية جارين لي بالعمارة..جزاهم الله كل خير.. 

..لم يستطع الدكتور بالمستشفى تحديد نوع مرضي فلم يكن له خيار إلا أنه يلجأ إلى تحليل الدم التي ستكشف له أكيد..غير أن الأعراض..أعراض المرض الظاهرة عني تكشف..في مثل هذه الأعراض والحالة لا بد من التأكد.. 

..الحمى التي كانت تعتري جسدي..شعوري بالتعب المتواصل...الإعياء والوهن.فقداني لشهية الأكل وإقلاعي الدائم عن الآكل ولفترة..وان أكلت أقوم بإفراغ ما أكلته..أتعرض إلى إسهال حاد..نحافة جسمي...فقداني الشديد والواضح لوزني.تعرقي الكثير عند لجوئي إلى الفراش..وعدم استطاعتي وقدرتي على النوم.. 

..والذي كان ظاهرا عليا جدا ظهور تقرحات بفمي بشكل واضح..فهي تمنعني من القدرة على تناول الطعام وحتى على الكلام...مع التهاب اللثة.. 

ما شاهده ..ما رويته للطبيب جعله مبدئيا يتنبأ ويعرف مرضي..مع هذا لجأ إلى التحليل الذي يخفي وينهي الشكوك بنتيجة حتمية ..أخذوا..سحبوا من ذراعي عينة دم. 

رجعت أنا إلى البيت وكل يوم كنت أتصل بالمستشفى وأسأل عن نتيجة التحليل..