القلوب الصافية

القلوب الصافية

بقلم : نورة طاع الله

ازدادت الخلافات وكثرت الصراعات وأصبحت النفوس البعض منها خبيث والقلوب اختفى منها الصفاء والنقاء سوى السواد القوي قد سكن الكثير من القلوب اليوم..ولم تبقى قلوبنا وعقولنا ونوايانا كما في الأمس.. فهو تغير واضح وظاهر في سلوكياتنا وكلامنا وملامحنا ونظراتنا وتحركاتنا ومواقفنا وأرئنا وقراراتنا وأفعالنا وأعمالنا التي تدل أن القلوب الصافية والنفوس الصافية والعقول والنوايا النظيفة لم نعد نراها كثيرا..فظهور الكثير متشابة وتصرفات وسلوكيات الكثير واحدة وكأنهم اكلو من الطبق ذاته وفي نفس البيئة والبيت يعيشون وهم لا قرابة ولا قرب بينهم اطلاقا.
القلوب الصافية قد هاجر أصحابها وقد تركناهم ورائنا فمنهم من مات ومنهم من لم يعد موجود ولا نعرف له عنوان وكله بسبب الأنانية التي زاد حجمها وخرجت بقول ها أنا فلا أحد يعترض طريقي فلن أرحم فلا الشفقة ولا الرحمة في قلبي ولا الصفاء والنقاء يسكنني ..فالأنانية حولت قلوب وفرقت بين النفوس والبشر ولوثت عقول وشوهت العلاقات بين الناس فهذا يتعدى على هذا ليصل للربح والفائدة قبله وان اضطر الى مسحه من الوجود وقطع قدميه اللذان يمشيان معه بنفس الطريق لن يتردد ولن يفكر ويطبق جريمته البشعة في الحال ..فمثل هؤلاء العالم يشهد لهم الكثرة والسجون المكتضة تؤكد ذلك والأحداث المؤلمة بين الأحباب والأقرباء تبكي الحجر ويسقط الجبل بعظمته مندهشا باكيا متحطما متحولا الى تراب .
القلوب الصافية ان سمعنا عنها اليوم فهي عند من يخافون الله ..عند المؤمنين الصالحين ..عند من لا تزال الرحمة تسكن قلوبهم وأراضيهم..عند الأطفال الصغار الذين لم نفقد الأمل بسببهم والعالم لم يتدمر بالكامل بسببهم كذلك والبسمة لا تزال مرسومة على ملامحنا وخذوذنا المجعدة من كثرة الهموم والمشاكل والمعاناة بفضلهم.
القلب الصافي عند تلك الأم الرائعة العظيمة ..عند الطيب عند المتخلق..عند المتواضع ..عند المسكين ..عند المجنون الذي رغم جنونه فهو ذو قلب ليس مثله شبيه.
القلوب الصافية لن تموت ولن تنقرض فستبقى وان قلت ستبقى الى أن تقوم الساعة فالخير رغم طغيان الشر وتمرده باق وموجود ولن يموت .
لنا أن نجعل قلوبنا صافية نقية تلمع من كثرة جمالها وصفائها بالقليل من الحب والنوايا الصافية والخير ..لك يا صاحب القلب المتغير أن تثبت على لون وشكل واحد يتصف به قلبك والأفضل أن تجعل منه ذلك القلب الطيب الأبيض النقي الصافي وهذا ليس بالصعب وانما الأنانية التي تسكننا والحقد والصفات السيئة التي لم نتمكن من تحويلها الى صفات حسنة لا لأن الصفات السيئة أقوى منا وانما نحن من وجدت السهل من خلالها ففضلنا بقاء تلك الصفات متباهين متفاخرين .
لقد سرقنا من أنفسنا الجمال والجميع وقدمناه للبشاعة والقبح بظن اننا هكذا نكون بأحسن حال ونسيطر وأي سيطرة السيطرة التي لا تليق ولا تصح ولا يجوز ...نحن من أثقلنا كفة الشر بقلوبنا التي محت كل الحب والرحمة من اجل النفس التي لم تحظى بعد بالذي يرفعها عاليا ويجعل منها عظيمة .
لا تخف من ذلك القلب الذي يتصف بالصفاء والنقاء والبياض الشبيه القريب من بياض الثلج وليس بنفس البرودة وانما كل الدفء والحنان والعطف والمشاعر والأحاسيس الجميلة متصلة وموجودة بهذا القلب ..فمتى وجدت هذا القلب فلا تكن سببا في تحول الى العكس أو سبب مباشر أو حتى من بعيد في حزنه وابكائه فكما هو سبب ومصدر سعادة وفرحة وراحة واطمئنان له فكن له أنت هكذا وأكثر فهذا ما يستحقه هذا القلب بالفعل.
قلبك الصافي جمالك وسر بقائك رائعا ومختلفا .