Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

الكاظمي بين مفهومين


الكاظمي بين مفهومين 
محمد جاسم 
المفارقات والغرابة في عالم السياسة من الأمور الواردة، خصوصا في بلد تحكمه التجاذبات الاقليميه والدولية، مما يضفي على المشهد بعدا دراماتيكيا، في النتائج التي لم تكن في الحسابات٠
أجلى مصاديق هذآ المشهد تصدي مصطفى الكاضمي، لمصدر القرار السياسي في مسرحية، عجز ممثلوها من تشخيص بطل لهذه المسرحية، فكان لزاما أنها هذه المهزلة، بالتوافق الدولي والإقليمي٠
لكن المسالة لاتقف عند هذا الحد على مستوى الصعيد الشعبي، فالكل ينظر إلى الكاضمي من زاوية ومفهوم مختلف،  
المفهوم الأول: من ينظر إليه على أنه ، جاء متناغما مع المشروع الأمريكي، وساحات التظاهر، وهذه نظرة سائدة في المجتمع العراقي، آلذي تعود الإيمان بفكرة المؤامرة، نتيجة غياب المشروع الوطني، واعتماد الحكومة على نظرية الضد النوعي، في اختيار روؤس الهرم في المؤسسة الأمنية والعسكرية، مماعزز الإيمان بهذا المفهوم، هذه النظرة تتبناها الأحزاب التي لها أذرع مسلحة، واحتمال أن تلجأ إلى الصدام المسلح، مع حكومة الكاضمي، والأحداث الأخيرة خير مثال على ذلك ٠
أما المفهوم الآخر: فينظر إلى الحكومة على أنها حكومة حادة في الاصلاحات ومن حقها توجيه بوصلة الإصلاح حسب ما تراه مناسبا، وأن مايشاع ضدها هونتيجة طبيعية، سببه التصادم مع مصالح احزاب كونت لها قواعد جماهيرية، على حساب المآل العام، وبدون وجهة حق، وللانصاف هذآ واقع معروف للمتابع للمشهد السياسي، وهو ما اشارت اليه المرجعية الدينية، خصوصا هذه الجزئية بالذات٠
هناك مسألة في غاية الأهمية، تضع الحكومة على المحك، وتثبت جديتها ومصداقيتها، في التعامل مع الملفات التي تضع على طاولة الإصلاح الحكومي، وتعزز الإيمان بالمفهوم الثاني، وهي إلى أي مدى نستطيع الحكومة محاسبة المفسدين من كل الاتجاهات، لأن العقبة الأساسية أمام المجتمع في فهم خطوات الكاضمي، هي أن الحكومة نستهدف طيفا بعينه، وعلى النقيض من ذلك أنها سمحت بعودة قيادات سنية، متهة بالإرهاب، وأن كان هذآ الأمر لا يخلو من الإرادة الاقليمية، وصراع الإرادات والمحاور ٠
السؤال الذي يطرح نفسه، هل يمكن ترجيح أحد المفهومين على الآخر؟
الإجابة في ساحة الكاضمي نفسه من خلال التعامل مع كافة الملفات، المطروحة في الساحة العراقية، ومدى قدرته على استفزاز كافة الأفاعي السامة، وإخراجها من جحورها، فهو أمام إختبار صعب جدا، أما يودي به إلى الانزواء بعد أدخال البلاد في فوضى عارمة، لأن خطواته لايمكن تحقيقها مالم يكن قد أعد للامر عدته، وأما أنه في الطريق للنجومية السياسية في حالة السيطرة على التغول السياسي للاحزاب الفاسدة، ويبدو أنه يدرك المزاج الشعبي، للمجتمع العراقي الذي بات ناقما على حيتان الفساد، والفوضى المتواصلة والمتعطش لسطوة القانون، ناهيك عن وقوف قوى الاعتدال والوسطية إلى جانبه كلما كانت خطواته مدروسة بعناية فائقة ٠
إذن الأيام حبلى ستلد كل جديد والطريق مازال في بدايته، وهذا ما ستجيب عنه الأيام ٠

إرسال تعليق

0 تعليقات