Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

الأسود الحقيقي يسكن القلوب

ان الأسود قد يليق بنا في اللبس في أثاث في حلي في زينة في أشياء نرتديها كسترة وتزين لكن الأسود الذي يسكن قلوبنا لا يليق بنا ولا بد من تنقية القلوب وغسلها ليتحول اللون الأسود الى لون أبيض أو أي لون بعيد عن الأسود ..فكل سواد يسكن القلب هو السواد الحقيقي الذي يعبر ويدل ويؤكد على الكره على الحقد على الانتقام على الشر على النفاق على القسوة على الجليد الصلب الذي لا يذوب من شدة السواد المحيط به فعندما نقول الأسود الحقيقي يسكن القلب فهذا معناه كل ما هو بعيد عن الجمال والحب هو ساكن ويسكن القلب. 

ان الشخص الذي يحب عكس الشخص الذي يكره والذي يكره عكس الذي يحب والقلب الذي يسكنه الحب لا يشببه القلب الذي يسكنه الكره ومشتقاته فالقلب المحب قلب نقي أبيض ناصع البياض ..قلب به نور يشع ويضيء كل ظلمة قد يتخبط فيها القلب أو الانسان باحثا عن بقعة مضيئة تعيد له النفس والأكسجين ..اذن القلب الأبيض أكسجين وهواء وحياة حقيقية والطيب صاحب قلب نظيف جدا لا يوجد أثر لنقطة سوداء كانت وغابت أو لا تزال متواجدة فهذا الطيب مهما يواجه في الحياة من ظلام وسواد سواد في الظروف والصعوبات ومن سواد أفعال البشر ونواياهم فهو ينتصر والقلب الأبيض رجل نجدة ينقذه مهما كان. 

الأسود الحقيقي يسكن القلوب وان سكن القلب تسرب الى الروح ومن الروح الى العقل وأصبح كل شيء محاط ومغطى وملوث بالسواد الذي يجعل الواحد في ظلمة مع أن الليل لم يحن والنور قد سكن الأرض والسماء وحتى الظل وما تحت السقف .. هذه القلوب لا تسعى أبدا الى الخير سوى الشر قد سيطر عن النوايا والأفعال والأفكار والحركات والتصرفات والكلام والأهداف والغايات..هذه القلوب لا تؤمن بالحب والصلاح ولا بالجميل والجمال ولا بالنقاء والصفاء ولا بكل ما هو بعيد عن الأسود ولا بكل ما هو ينتمي للبياض ..ان الأسود لا ينجب الا السواد الشديد الذي يزيد من حدة الأسود وشعاعه المحرق المخرب. 

صاحب القلب الأسود لا يبني كل جميل ولا ينجب الثمار الخيرة النافعة فهو ضر مع ضر مع ضر من شوك مع بناء بشع وهدم الجميل وجلب للحزن والألم والشر الذي قد سيطر على معظم بقاع الأرض وللأسف السواد الحقيقي سكن ويسكن الملايين من القلوب فللأنانية سبب ودور كبير في هذا الانتشار الرهيب لسواد القلوب الذي صار يظهر دون خجل والعلانية والجهر أصبح اعلامهم والمشهر لأفعالهم وأعمالهم الشيطانية لا البشرية الانسانية كما للمصلحة النابعة من الأنانية دور في زيادة هذا السواد التي تخطى موطنه القلب الى الروح الى العقل الى الخارج وامتد الى أوسع ما توقعنا .. كما للمال سيطرة واضحة ومبينة على استمرارية هذا السواد وعلى بقائه القوي بالسلبي والموحش . 

ان القلب الأسود لا يعرف الانسانية فكل ما يصدر منه ضد الانسانية ومبدأ الانسانية وحق الانسانية فهو الحرب التي لا تنتهي والتي لا تترك الخير ينتشر ولا الأخضر يكبر ولا النور يحافظ على نقائه وصورته اللامعة سوى التلوث والظلمة والوساخة قد وصلت السماء وعمت بكل أرجائها واستولت على الأرض  

سواد قلوب بعض البشر كالوحوش التي لا ترحم وانما تبحث عن الفرسية رغم اختبائها وبعدها عن منطقته وعدم مشاركته بكل ما يخصه رغم أنها تخصها وملكيتها الأصلية ..فرغم رحيلها بلا شيء وتخليها عن كل شيء الا أن القلب الأسود الوحش يهدد راحتها وطمأنينتها ويحسدها في راحة البال ويود سحب البياض الذي يسكنه بنقل البعض أو الكل من سواده الذي قد احترق به ويود حرق الجميع. 

كل منتقم صاحب قلب أسود ..كل حاسد حاقد صاحب قلب أسود كل شرير صاحب قلب أسود كل منافق كل خبيث صاحب قلب أسود كل مخرب مدمر صاحب قلب أسود.. كل كاره فاسد خائن صاحب قلب أسود وأصحاب القلوب الأسواد كثيرة وفي تزايد سريع في زمننا هذا وهم قريبون منا ويعيشون حولنا نعرفهم ولا نعرفهم فليس كل صاحب قلب أسود قد أظهر سواده علانية للجميع وقد لبس ثوبه الواضح مباشرة ولكن رغم اختبائه وراء أقنعة بيضاء كثيرة الا أن السواد طاغي وقد سيطر على كل ملامحه الداخلية والخارجية .. السفلية والعلوية والوسطية. 

فوراء كل خراب ودمار وشر ومصيبة قلوب سوداء حقيقية ووراء كل فساد ومعاناة قلوب كلها سواد  

أسود القلب هو أسود الروح وهو أسود العقل .. وهو أسود الفكر.. وهو أسود النوايا.. وهو أسود الأفعال والأعمال فالسواد قد سكن جميع جيران ومخلفات ومشتقات القلب الذي هو المسكن الأم للسواد ولكن ليس الأصلي وانما السواد جعل من القلب مسكنه الأصلي الذي به يؤثر على جميع الأعضاء والمحركات التي تخدمه وتخدم لصالحه. 

المؤكد من كل ما قيلا أن الأبيض الحقيقي يسكن القلوب كما أن الأسود الحقيقي يسكن القلوب ..الأبيض ابن الجنة والأسود ابن النار..الأبيض وليد الخير والأسود وليد الشر والقلوب تنقسم الى قلوب سوداء وقلوب بيضاء. 

فهنيئا لأصحاب القلوب البيضاء بهذا القلب وبما يصدر من هذا القلب وجزاء هذا القلب . 

 

 

نورة طاع الله

Garanti sans virus. www.avg.com

إرسال تعليق

0 تعليقات