Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

السر أمانة

السر أمانة

ان الثقة أصبحت من الأمور التي يصعب علينا أعطائها ومنحها بكل سهولة أو بسرعة فنحتاج الى تجربة من حولنا ان كانو يستحقون ثقتنا أم لا وذلك راجع الى الذي تعرضنا له من خلال ثقتنا في البشر الذين بكل برودة وخداع خانو ثقتنا واستغلوها لأغراضهم الشخصية التي تخدمهم هم وفقط ..كل هذا جعل الثقة صعبة المنال والحصول في عصرنا هذا وزمننا هذا الذي أصبح كالغابة ان لم يكن بوحشية الغابة فهو به وحشية  وخاصة المصلحة الخاصة التي طغت على كل شيء وهلكت أصحابها والغير ..فالثقة تعتبر أمانة لأننا من خلالها نعطي أمور خاصة جدا تعنينا نحن أكثر من أنها تعني أي شخص أخر وهذا ما يعرف بالسر الذي خزانته وصندوقه بداخلنا بسرنا لا بجهرنا الا أننا دوما ما نشعر بحاجة مشاركة من حولنا أسرارنا وهمومنا وألامنا وأفراحها وكل شيء يحتاج بالفعل الى المشاركة وهذا أمر عادي وطبيعي الا أن هناك أسرار لا مشاركة فيها وان كانت تسمح بالمشاركة فلن تكون مع أي أحد الا الذي نحن بالفعل نثق فيه وندرك عز الادراك أنه أمين على السر الذي سيكون بيننا ..تصادمنا في هذه النقطة هو أننا لم نحسن الاختيار في من يحمل ثقل السر معنا .

ان السر أمانة وان لم تجد الأمين الذي سيكون أمينا كل الأمانة على السر فدع السر بداخلك وبصندوقك الخاص السري الذي لا يفتحه الا أنت ما دمت غير مرتاح ومطمئن بأن الذين من حولك لن يكون أمناء على ذلك السر مثلك كأقل شيء فلا داعي لاخراجه من صندوقه والأفضل الحفاظ عليه بينك وبين نفسك وهذا في حالة ما اذا كان السر لا يستلزم الكشف عنه لأنه يخصك أنت وفقط ولا يعني الغير لا من قريب ولا من بعيد ..الا أن هناك أسرار لا تكون خاصة مئة بالمئة لاشتراك الأطراف فيها ومن يحق لهم معرفة ذلك السر فهنا لا بد من الكشف عنه لأنه سينقلب الا الضد خاصة ما اذا كانت حياة وأمور بعد الناس متوقفة على ذلك السر ففي هذه الحالة لا بد من كشف الستار عنه واخراجه من دائر الكتمان والستر والى الجهر والعلانية ليس بالضرورة العلنية التي تجعل الجميع يعلم بالسر وانما في اطار المعنيين فقط بمعرفته .

ان السر قد يخدمك وقد لا يخدمك ..لا يخدمك في حالة ما اذا كان في الأمور التي وجب الستر فيها كما أمرنا الله سبحانه وتعالى وحثنا عليها رسولنا الكريم محمد " ص" هنا السر بمثابة الثوب الساتر المانع للفضيحة وللمشاكل وللمصائب وحلول الأذى والضرر فهذا السر وجب حرقه لا الاحتفاظ به لأن لا فائدة منه مفيدة وتفيد ..والسر الذي يخدمنا المنتمي الى السر الجالب للخير والنفع وهناك أمور عالقة بسببه وسيتم فكها وحلها الا من خلال السر الذي ينهي عن منكر ويخلص أشخاص ويجنبنا مصائب ومشاكل فهذا السر فيه خدمة قيمة ومهمة وجب كشفه بحالته وثوبه وبكل ما يخصه أو الاكتفاء بكشفه بالشكل الذي يخدم الوضع لا أكثر ولا أقل.

للسر وقته ومكانه وزمانه الذي لا يجوز بالخروج عنه فلا بد منا اختيار الوقت والمكان والزمان المناسب واللائق الذي من خلاله يخرج السر للنور فيؤدي الغرض المطلوب والخدمة اللازمة غير ذلك يتم تأجيل السر لوقت أخر ..فليست كل الأوقات مناسبة لكشف الستار عن السر ولا كل الأماكن يجوز فيها قول كل شيء فلا بد من التريث والتحلي بالذكاء والهدوء والحكمة التي ستخدم تفكيرك وقرارك كثيرا في تحديد زمن ومكان خروج السر من العالم الخاص السري الى العالم العام .

مسألة السر تعود لحسب نوع السر ومدى تأثيره وفعاليته الايجابية على صاحبها ومن حوله فليس بالامكان تفجير السر كالقنبلة التي تخلف ضحايا وخسائر كارثية تؤذي وتدمر وتخرب فقط.

السر أمانة والأمانة تبدأ من صاحب السر فهو الأمين الأول الذي بحكمة وبرجاحة ورزانة العقل يتم اختيار الأمين المتساوي لأمانته أو المخلف له عند الغياب أو الأمين الثاني الذي يليه ليكون السر بين أيدي أمنه ويحافظ على جوهره وأساسه .

نورة طاع الله


 

 



Garanti sans virus. www.avg.com

إرسال تعليق

0 تعليقات