تضعنا الظروف أحيانا ضمن اختبار صعب وشديد يجعلنا أكثر تردد وتوتر وحيرة وهذا ما يصعب علينا موضوع الاختيار الذي في مثل هذه الظروف يكون ضروري ولا بد منه الا أن الوضع والحال الذي وضعنا فيه لنختار في حد ذاته صعب وقد أثر على نفسيتنا وتسبب في توتر وتردد رهيب لدينا يجعلنا في مضطرين على الاختيار وفي الوقت ذاته لا نقوى على الاختيار الذي لا يؤدي بنا الى الندم والحسرة .
كما يكون الاختيار صعب علينا في حالة ما اذا خيرنا بين أمرين أو ثلاثة نحن نميل للثلاثة فهنا كذلك نقع في قلب تردد وتوتر وحيرة كبيرة تجعل من الاختيار صعب بشكل صعب ولا تغلب عليه ..كما يكون الاختيار صعب في حالة ما اذا كان الأمرين الذين وضع عليهم الاختيار بنفس الدرجة والنسبة والقيمة لدينا وبنفس الاهمية والحاجة اليه فهنا لو كان الأمر فيه الحرية لكنا اخترنا الأمرين معا دون تردد ولا تفكير ولا حيرة بتاتا ولكن الاختيار في مثل هذه الحالات وغيرها كثير اختيار صعب وفي نفس الوقت لا بد منه .
ما اجمل أن يتم الاختيار بحب وقناعة ورضا واقتناع كامل وشامل لا يشوبه لا لبس ولا يلحق به التردد ولا الحيرة ولا غيرها من الأمور التي تزيد الاختيار تعقيدا وصعوبة قد لا نتحملها بعد انقضاء مهلة ومدة الاختيار الذي قد يعتبره الكثير على أنه حط وفرصة لا بد أن تستغل جيدا ليخدمك الشيء الذي اخترته وتستفيد .
ان خيروك الاختيار الصعب لا تزيد أنت من صعوبته وفوقها تلبسه التعقيد الذي لن يخفف من حدة الصعوبة وانما يزيد منها وفقط ..فلا بد على كل من تم وضعه في اختيار صعب من قبل الظروف أو من قبل الأشخاص أو من قبل تهور تسرع منه أو قبل أي شيء أدى بالاختيار بتلك الصعوبة الجالبة للقلق والحيرة والتردد لأنه ان حل التردد والتوتر والحيرة عند اللحظة الحاسمة الفاصلة فلن تكون هناك نتيجة مرضية كما تريد وترغب وكما يجب أن تكون ..فلا بد من الابتعاد الكلي عن كل ما يشوش العقل لحظة القرار والالتزام بالهدوء واللجوء الى العقل الذي يشترط أن يكون في حالة استعداد واستقامة وصواب تخدم الموقف الخدمة السليمة الصحيحة.
عندما تحين اللحظة التي فيها تقول كلمتك وتختار ما يناسبك مع التركيز على ما يعود بالنفع والفائدة عليك وعلى الجميع هنا استعد كل الاستعداد ..الاستعداد الكامل الذي يخدم اللحظة وصاحبها وقف وقفة الثقة التي تحمسك وتزيد من اصرارك وارادتك فتختار الاختيار الصح ان بعدت وابتعدت عن ما يحطم ارادتك ويقضي على حماسك ويعيق اصرارك الذين يساعد مساعدة كبيرة في تحديد الهدف واختيار الأفضل وان كان صعب وشديد الصعوبة.
لا تجعل من ذلك الاختيار الصعب القادم من ظرف أو أمر صعب أن يغير هدفك الأساسي وان كان الأمر الذي وضع عليه الاختيار بعيد عن هدفك فاختيار الشيء القريب نوعا ما أو الذي يؤدي الغرض الأن أو مستقبلا لتتجنب الأضرار والخسائر التي قد يجلبها الاختيار الخاطئ الغير صائب الغير سليم.
لا تدع صعوبة الاختيار تحاسرك في زاوية اللا نجدة واللا مخرج فهما كان الاختيار صعب بامكانك أن تجعله سهل وسهل ممتنع ان استعنت بالعقل ولعبت دور العاقل الرزين الحكيم الذي يعرف ما له وما عليه وما يجب أن يكون وقتها.
مهما كان الاختيار صعب لا تكن سببا في زيادة وتضخم صعوبته وانما كن سببا في تقليل الصعوبة كأقل شيء.
0 تعليقات