كلما كان الإنسان أكثر إنسانية كان أكثر تديناً ، فالتديّن بينك وبين الله الخالق العظيم ، أما الإنسانية فهي بين بني البشر على مختلف أشكالهم وألوانهم وأعراقهم ، ومن يترك الأثر الجميل هو من يعيش طويلاً .
تعالوا معي لنطوِ الزمان والمكان إلى مشهد مثير من مشاهد بدر ، وذلك حينما طلب المشركون من المسلمين نظراؤهم في نزال المبارزة قبل بدء المعركة ، وهم يرددون هل من مبارز ؟ هل من مقارع ؟
المبارزة اليوم هي من نوع آخر مختلف ومغاير لذلك ، هي من أجل الإنسانية ، من أجل الحياة ، من أجل البقاء .
وقد رأينا البشرية اليوم تتحد وتتخندق في صف واحد في معركة شرسة تخوضها ضد فايروس صغير لا يرى بالعين المجردة ، تسلل بمكر وخفاء من أرض التنين الصيني إلى خارطة العالم ، وبدأ يفتك بأبناءها أشد الفتك ، حيث تجاوزت ضحاياه آلاف الأرواح ، وهو لا يفرق بين صغير وكبير وغني وصعلوك وملك ومملوك .
وحيث العالم منشغل به ، تبرز وقفة بطولية يقودها الإقدام وتغذيها النخوة وتذكيها المروءة ، انبرى الملياردير الأمريكي إيلون ماسك مؤسس شركة سبيس إكس ورئيسها التنفيذي بالتبرّع ب 1000 جهاز تنفس صناعي في لوس أنجلوس للمرضى الذين اصيبوا بفيروس كورونا المهلك المميت .
فشريعة السماء قد نادت منذ الأزل بحفظ النفس وحق الحياة قبل دساتير الأرض ، إذ يقول الله تعالى في كتابه الكريم : " ومن أحياها فكأنّما أحيا الناس جميعاً " . المائدة_32
وإنني أتساءل هل ينبري من أصحاب الأموال والأرصدة والشركات من العرب والمسلمين ويقارع إيلون ماسك ، ويفعل فعلته أو قريباً منها ، ولسان الحال يقول : هل من مقارع ؟
0 تعليقات