لمست يدي. مسكتها طالبة مني الرحيل باستعجال للمرة العاشرة. أنا لا
أتكلم ولا أرد. أصابني الصم والبكم. ماذا أقول؟ قد قطعت عهدا ووعدا.
عهد ووعد مع نفسي بالبقاء معا دوما وان رفضت هي وعاندت . وان هربت
ورحلت لحقت بها الى كل مكان تلجأ اليه هاربة مني.
. كيف سأسمح بالرحيل. كيف سترحل وتذهب وهي لم تبقى طويلا. لم
تستقر معي. لم أشبع من رؤيتها. من العيش معها.
. لم أسمعها حتى. انني لم أعرف اسمها بعد. هي كثيرا كانت تلح. فالخوف
كان يطلب منها الاستمرار في طلب الرحيل دون استسلام.
. أنا بكل هدوء. الهدوء الذي كاذ يقتلني. بكل بطء كنت أتلقى الطلب.
كأن الروح ستنسحب. هي تنسحب ببطء. ببطء تستعد للرحيل. فهذا
يستغرق هذا بعض الوقت.
سارعت ببطء. بكل تأجيل الى تلبية طلبها الأول وأنا لن ألبيه كما طلبت
وكما تريد. هذا لن يحدث لنا بعد أن وجدنا مصيرنا الواحد المشترك.
. وجهتني. وصلنا. نحو بوابة حديدية وقفت رحمتي. هي تستعد للدخول.
قبل الدخول نظرت الي باكية. بدموعها كانت تترجاني. قد سمعت
توسلها.
لم ترحل رحمتي هكذا. قد سرقت مني حضنا واسعا حنونا. جعلتني
استفيق. انني تبعثرت. واستجماع ما تبعثر بداخلي فانني أحتاجها بجانبي.
. هي جد مسرعة. مستعجلة كانت. في لمح البصر كانت داخل مؤسسة
الرعاية. أغلقت الأبواب. أصبح هناك حاجز بيني وبينها.
. جاء الذي يفرقنا. فرقنا. وأنا لن أسمح بذلك اطلاقا. كان عليا في الحال
العودة الى الوعي. العودة لاستيعاب ما حدث. أبدأ في البحث عن رحمتي.
أنا أسمع صوتها . هي تنادي . تنادينب. انها بحاجة الي. فقد غابت بسمتها
واختفت ضحكتها
0 تعليقات