هارون كتف غضب صاحب المستودع فطغى حبه واحترامه
لهارون وانتهى ووصل به المطاف الى طرده من العمل الذي
حلم به وسعد به وظن بأن الحياة وما فيها فتحو أبوابهم له
ورحموه وسمحو له بأن يأخذ نصيبة القليل البسيط . غير أن
الشقاء الذي زاوله لسنين طويلة لم يرحل كما ظن وظنو
أصحاب بيته .
رجع هارون الى الصفر مجددا. بلى الى ما تحت الصفر
كثيرا كان يبكي في ثلث ليله ويناشد خالقه بالفرج .
. صار لا أحد يشغله عنده فالكل ينظرون اليه على أنه لص
ويسمع منهم أقوى الكلام الجارح المألم. ولكن هو ليس
باللص ووضعه تراجع عما سبق بالكثير جدا .
في حيرة . في ألم. في غربة حقيقية كان هارون يعيش. ضاقت
به الأسباب . خنقته الظرو ف. سمم ه الاحتياج . . ربطته نظرات
الناس. وسجنه كلامهم واتهامهم وظنونهم وأفعالهم معه. .
استحمل. هارون يستحمل. يتحمل. ويستمر في التظاهر
بالوقوف والاستمرار دوما رغم كل شيء. يمر ويطعن نظرات
الناس بأنا هنا وهو بداخله يموت . يخجل. يستحي. ضعيف. لا
يقوى. فمن سمعه ومن يسمعه. ومن يشعر به ومن شعر به .
ومن يبرئه ومن برئه . لا أحد من هذا مطلقا .
0 تعليقات