Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

تيسير النحو بين المختصر والمطول

تيسير النحو بين المختصر والمطول 

علي زويد

دخلت اللغة العربية في صراع بين فريقين فريق متشدد يرى ان اللغة العربية وتحديدا النحو يجب ان يطوق بقيود وضوابط لا يخرج منا احد
وان يغلق طريق التطور الطبيعي للمفردة وفريق آخر يستعمل اللغة العربية كيفما يشاء هربا من قيود المتشددين والتزامهم المحدد لمفردات اللغة العربية.
ونحن نقول هنا لا نريد لغة عربية متساهلة بالمفردات الى حد ذوبانها بلغات اخرى ولا لغة عربية جامدة وصامتة كصمت القبور بل نريد لغة حيوية ميسرة تخدم مجتمعنا وابناءنا .

ولقد برزت لتيسير قواعد اللغة العربية محاولات مهمة وجادة من ابرزها
كتاب متن الاجرومية لابن آجروم المتوفى (273)هجرية وهو مختصر في النحو نال من الشهرة والذيوع مالم ينله كتاب آخر لسهولته ووضوحه
وهنالك كتاب معاصرون يسروا قواعد اللغة العربية ومنهم علي الجارم ومصطفى امين في كتاب ( النحو الواضح).
وكذلك يجب مراعاة الفرق بين النحو العلمي والنحو التعليمي، فالنحو العلمي هو كغيره من العلوم يمكن أن يكون فيه التحليلات والتعليلات العميقة التي لا يفهمها إلا المتخصصون في الميدان، أما النحو التعليمي فهو النحو المهذب الذي تراعى فيه مستويات الدارسين، وتقدم فيه المادة العلمية في أسلوب شيق ومناسب لكل مستوى من مستويات الدراسة.وقد لاحظنا في الكتب والمناهج الدراسية، وكيفية تأدية المعلم لها أن الاتجاه التقليدي هو السائد في التأليف والتدريس. فمحاولات تيسير النحو في الكتب المدرسية لم تقدم جديدا، ولم تفعل شيئا يعيد للنحو حيويته، ويشيع فيه قوة تحبب إلى التلاميذ درسه، وللمعلمين تدريسه. فهي لم تصحح وضعا، ولم تجدد منهجا، ولم تأت بجديد إلا إصلاحا في المظهر وأناقة في الإخراج. أما القواعد فهي هي، وأما الموضوعات فكما ورثناها لم يصبها من التجديد إلا نصيب ضئيل.
والنتيجة من مقالنا هذا ان نأخذ من النحو ما هو ضروري والذي لا يعني حفظ قواعده وشواذه، فالغرض منه هو الاستعمال والممارسة وهذا من منطلق أنّ اللغة وضع واستعمال،
فما الفائدة إذا وضعنا قواعد ونحن لا نحتذيها، وما الفائدة من وضع قواعد ولا يمكن تطبيقها!
وما الفائدة من حفظ قواعد يصعب علينا تطبيقها!
وما الفائدة من الأعراب الذي لا يحيلني إلى الخطأ أو الصواب!
 

-علي زويد

إرسال تعليق

0 تعليقات