Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

الخوف من الموت

الموت حقيقة ونتيجة حتمية لا هروب منها فهو قادم قادم لا محالة مهما كال أو قصر العمر الموت قادم ولا بد من الاستعداد له واستقباله كما يجب وباحلى حلة ومعنا مجموعة الأعمال والأفعال التي بها نواجه ونقابل رب الكون بالصورة المشرفة المخلصة من القادم . 

ان الموت لا ينساها وان نسيناه وان نسيناه جاء وقال أنا هنا وخطف منا الذي معنا أو القريب منا دون اعلان مسبق أو طرق الباب الطرقة التي نسمعها فنستعد ..لا يزورنا الموت بالعلم وانما بالمفاجئة التي لا تريدها ولا ننتظرها ونهرب من مقابلتها واللقاء بها. 

في لمح البصر يأتي الموت وينصرف وكأنه لم يأتي بالنسبة له الا أنه جاء وترك لنا الأحزان والألام التي ستنسى لا محالة فهذه الحياة هكذا وجدنا وهكذا نرحل فأين نهرب فلا مفر ولا فرار من حقيقة هي قادمة وتلازمنا وحتى لصيقة بنا الا أننا لا نراها...الموت قريب وأقرب شيء من الانسان هو الموت رغم عدم رؤيته ونسيانه والانشغاله بغيره الا أنه يعيش معنا وفي أحضانه كثيرا ما نرتمي فالمرض يضعنا بساحة الموت عديد المرات ويتركنا الموت نرحل الى الأجل الغير معلوم. 

جميعا نخاف من الموت ونرفضه ولا نريده فمهما تفعل بنا الحياة ورغم ما نعيشه من معاناة ورغم ألامنا وهمومنا وتمنينا للموت عدة مرات الا أننا بسرعة نستيقظ ونسارع الى الدعاء بأن نحظى بالمزيد من العمر والبقاء بالحياة وان قطعتنا ورمتنا فنحن راضيون ولا نعترض ..لأننا بكل بساطة لا نقوى على الرحيل الأبدي النهائي الذي لا عودة منه ونتمنى البقاء ولكن كل التمنى والقبول بالحياة لا يشفع لنا ولا يجعل الموت ترحل عن عالمنا فهو معنا ..معنا يعيش وهو من ينهينا ..وان خفنا فليس للخوف المقدرة والقدرة التي من خلالها يخلصنا من الموت وانما بيده الجيد الذي يفيدنا وينقلنا من حياة متعبة الى حياة مريحة ..من حياة محزنة الى حياة مفرحة ..نعم الخوف بحوزته الفوز والكسب والنجاة . 

ان الخوف من الموت جرس انذار يوقظنا ويجعلنا نسارع الى مسارعة الوقت ودخول في سباق مع العمر فنعمل الجميل والخير والصالح ونبتعد عن كل المحرمات ونتقرب ونتقرب من كل ما يخلصنا من العذاب الشديد ...ان الخوف من الموت علاج فعال في معالجة عقولنا وقلوبنا ونوايانا وأفعالنا وكل ما هو فينا ومنا نعم لا بد أن نخاف من الموت لكي نستعد الاستعداد الذي يزيل الخوف المضعف ونقوى ونتشجع ولا نتردد في الرحيل وفي مرافقة الموت للحياة والعالم الأخر الذي فيه تجد الكثير من الخيرات والمفاجئات بانتظارك نظير ما قمت به بالحياة وبالدنيا. 

الذي لا يخاف من الموت فهو لا يعرف الموت ولا يتذكر فخوفه دليل على تذكرك المستمر للموت وعلى ضميرك الحي وعلى حرصك على الرحيل وأنت محمل وثقيل بما ينفعك ويسكنك الجنة والمسكن اللائق المريح الجيد. 

علينا أن نخاف من الموت لنعمل اللازم ونقوم باللازم من اجل أنفسنا ولانقاضها من الهول الأكبر والعقاب الأعظم والندم القاتل التي لا يفيد..ان الخوف من الموت يجعلنا أكثر انتباه وحرص وادراك ..أكثر ايمان وعمل واجتهاد..أكثر مقاومة واستعداد ورضا..الخوف من الموت الوسيلة الفعالة التي هي لصالحك. 

 

 


إرسال تعليق

0 تعليقات