Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

عصير أحمر بليلة احتفال _02

ما سنك ؟...بالشك..بالغرابة ..بالعجز.. بأي سن أنا عجزوا عن التدقيق والتحديد.. 

...عجوزة أنا بسن شابة...كبرني الحزن والألم والمعاناة... 

من الطفولة ...من الشباب.. الى الشيخوخة ألمي وجرحي نقلني.. 

يسئلون ..يكررون السؤال..عفاف تقول سئمت يا مستفسر.. 

ما الذي يحزنك قولي ؟...هم لي يخاطبون.. 

كيف للحزين أن يواسي ويخفف عن حزين مثله... 

...كيف للابن أن يتحمل حزن الأب والأم والاخوة...كيف نشفي جرح الأم لنشفي جروح الابن والابناء... 

سوريتنا تبكي ...سوريتنا تتدمر..سوريتنا تتهدم...سوريتنا تحتضر..سوريتنا تموت وتنجرح..فكيف يكون ..كيف سيكون ابنك يا أمنا..يا سوريتنا...يا وطننا.. 

حزين..حزن جلبته لي أمي سوريا..حاكم أمي..عدو أمي.. 

...من حزنها..من ألم سوريا تألمت ..الروح تألمت وتوجعت..الروح طارت ورحلت..ضاع الأهل..فقدتهم.. 

من هم ضحايا سوريا.؟...شهداء لقبوا وسعيدة عفاف بلقبهم هذا..على الأقل مطمئنة أنهم عند الله أحسن وأفضل ... بمكان جد مرموق هم.. 

ماذا تتمنين ؟ ..كيف يكون لي أمال وأمنيات وأنا بوطن دمرت فيه كل شيء يبني لي الأمل...وطن فقد كل أساليب وطرق تحقيق هذه الأمنيات.. 

عفاف لا أمنيات لها بغياب الأهل والأحباب... 

..أمنيتي أن يكون التراب غطائي .. أن ألحق بمن تركوني بهذه الظلمة المخيفة, والوحدة الخانقة والألم القاتل... 

أخاف ظلم الظلام...أخاف عنف الظلام...أخاف وحوش الظلام...أخاف غدر الظلام...أخاف خيانة الظلام..أخاف من قدومه ووجوده وحلوله.. 

...النور من سمائنا غاب ..بصعوبة..شيء مستحيل أن يرجع ثانية... 

رغم الدمار .. بكاء .. سيلان دم جميع أرجاء البلاد وتحولها الى رماد...مع كل هذا بيتنا الصغير كنت أخبأ فيه أحلامي وأمنياتي.. 

...بشعاع النور الذي يضيء من قلوب ووجوه أهله وبالأخص أبي وأمي.. 

...بهذا المنزل الذي فقد ورحل عنه أسس بناءه ودوامه وبقائه... 

انفتحت الجدران..النوافذ والأبواب التي أغلقت بأمل التغير..بايمان والعيش بعيدا ..لم تفتح...لا الوضع الخارجي الذي صار لا يختلف عن الملايين من البيوت ...صار بيتنا منه.. 


إرسال تعليق

0 تعليقات