Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

غلق باب البعد

الحياة موجودة الطبيعة رفيقتنا الحيوان مقيم بأرضنا,النبات يعيش بالقرب من نوافذنا وأبوابنا وحدائقنا,السماء مازال نورها يحيينا وظلامها لم ينسى تقديم الحكايات الليلية الماضي رحل والحاضر أنت وأصدقائك من طبيعة ونبات وحيوان...كلكم مقيمون عنده والمستقبل ينتظرك والحلم بنموه ينجب لك الحقيقة,البحر لم يصر أرضا بعد والنهر لم يصر بحرا قانون الطبيعة موجود ولم يتغير,الوفاة موجودة والولادة كذلك موجودة 

الحياة رائعة ما دام باب الرؤية الواضحة مفتوح,كل شيء من حولنا موجود الطقس سيظل يلبس الحر والبرد,فلماذا نبعد؟والى أين نذهب؟نهرب من أنفسنا إلى من؟إلى غيرنا,نبعد عن غيرنا ممن حولنا إلى أين؟لا نستطيع ليس بالإمكان,نبتعد عن الحزن بالذهاب إلى السعادة فالاثنين موجودين,نبتعد عن عالمنا بالعيش بالمنطقة المنعدمة المنعزلة لن نتحمل,نبتعد عن قول الحقيقة بقول الكذب  نبتعد من ماذا؟ من أشياء وحقائق لا بعد فيها وان بعدنا لحقتنا وألزمنا على تطبيقها والبقاء عليها. 

البعد لسان نطق النفس أنا ضعيفة أنا يائسة أنا فاشلة أنا منعدمة الإيمان والقوة,أنا الاستسلام جوهري وغيرها من الألفاظ التي تجلب معها البعد والانعزال... 

إن شعرت بالرغبة في البعد فمعنى هذا أن نفسيتك متعبة جدا مهما كرهت الذي حولك فالبعد ليس بالوسيلة التي تبدل الكره بالحب,ولا الحزن بالسعادة ولا التعب بالراحة فلا بد لك يا حبيب البعد من المواجهة بجميع أنواعها وجوانبها,أولها مواجهة النفس المختفية الشبيهة بالرجل القاتل المتستر,ركز معي وهيا في الحين نقفل جميع الأبواب التي تخرجنا من الحياة إلى البعد الذي لا فائدة منه ولا أمل من الدخول في عالمه,هيا معا يا عاشق البعد نستبدل عشقك للبعد بعشقك للبقاء والرضا بالموجود والمكتوب عليك من طرف الخالق,هيا نستبدل الوهم بالحقيقة فالبعد وهم والحقيقة أن البقاء خلاصة حتمية,هيا لندع مسألة البعد بيد الخالق الباقي,هيا نتجه إلى الاتجاه الذي يريحنا فالبعد يتعبنا وبه يلحق الندم إلينا,هيا ولا تبعد عن مسائل وجدت من أجلك ومن أمور غيرك وضع الثقة والطمأنينة بكفك,هيا نقطع سلك عمل وتره ونقف وقفة الرجل الصامد. 

إن بعدت عن المواجهة لحقت بك الفكرة التي بسببها بعدت وان بعدت لخوفك لصق بك اسم هرب ابتعد الخائف المردد على كل لسان من يعرفك وحتى من لا يعرفك يعلم ويردده. 

تريد نصيحتي فعلا تريد كلمة إرشاد مني دعك من اللجوء إلى فكرة البعد عند كل مصيبة أو مشكل أو أمر ما وقعت فيه,واجعل بعدك في حدود المسائل التي تضرك وتغضب نافعك وتمسك بكل ما لكلمة البقاء من قوة وصفات تكسبها أكيد إن وقفت للغضب للحزن للفشل للمصيبة للشدة بلا مزحزح من بقعة الوجود إلى بقعة الهرب والبعد,لا تنظر إلى ما يزعجك بأنه لا حل له بل هناك حل ووسيلة لوجود الحل"العقل والإيمان"فالعقل السليم المدبر لما ينفع استدعيه فلن يتردد,فكل واحد منا له عقل فالاختلاف يكمل في الطريقة التي نلجأ بها إلى العقل,فان لجأنا و اتجهنا إليه في أخر المطاف بعد أن دعونا واستدعينا كل ما يخسرنا يتعبنا فانه في هذه الحالة لا يستجيب لنا,وان استدعيناه بحضور الهدوء والتركيز فهو حتما سيفيدنا ويضع بيدنا النصر والفوز أكيد,فلا بد لنا أن نعرف الطرق والمواضع التي تلزمنا استدعاء العقل,أما يا إخوتي فيما يخص الإيمان فهو يكون موضوع وموجود بالنفس قبل قدوم ما يحزن فبمجرد زيارة المصيبة وقدومها إليك يقف الإيمان بوجه تلك المصيبة ويتصدى لها بكل الطرق,حينها لا نتفاجأ لأخبار المصيبة ونتائجها لأن الإيمان المتواجد بالنفس قد تصدى لها وأخبرها بعدم تأثيرها,فتجد تأثيرها يكون أقل أو لا وجود له ونتائجها تقريبا لا نصل إليها. 

بعد الحزين عن موطن المصيبة    لحقت به المصيبة بغير موطن 

هيا معا نرمي بالمفتاح الذي يفتح به باب البعد فهو لا يلزمنا ولسنا بحاجة إليه فحاجتنا تكمن في العقل والإيمان في الإرادة والإصرار الأمل والتفاؤل,هيا نبني بذاك الباب جدار سميك يسمى بجدار البقاء الأبدي,نمنع دخول الهواء من أيتها ثغرة فمملكة حياتنا شعارها"البقاء ثم البقاء ثم البقاء ثم المواجهة بعد البقاء ثم الانتصار بعد المواجهة ثم النجاح بعد الانتصار ثم الفرحة والسعادة بعد النجاح..." 


إرسال تعليق

0 تعليقات