Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

حوار الذات مع الألم

نظرت وانتظرت النفس انتظار القرون لحلقات الألم المتواصلة المعتزلة للانقطاع وقالت. 

الذات:ما من قلب ذاق المر فوق المر وما يمر من زمن إلا ويصير القلب حر. 

الألم:ألمي أسكنني قصر لا أبواب له وأنا من غرفة إلى غرفة من درج إلى درج, ومن شرفة إلى شرفة ولكل مكان ذوق وطعم أقوى من سابقه. 

الذات:ما من طريق مشيته مشية الجاهل المجهول وما الجهل إلا ينسبك صفة الظل وتصير شجرة الظلال. 

الألم:سئمت من حالتي ما المفر وما الحل أرجوك أنزلي على قصري الأليم حمامة الفرج والاستقلال. 

الذات:لا تحسب البشر في ثبات فالنفس في تغير مع الإثبات. 

الألم:هل ترى بالإمكان تغير حالتي للأحسن والأفضل. 

الذات:لا بد من تفجير الإرادة المبنية عند حلول الزمن المرغوب. 

الألم:متى وكيف وبأي آلة. 

الذات:لا تكن كصاحب المال يجهل مواطن استغلال ذلك المال, فما نفع مال يجهل صاحبها أماكن النفع والفائدة. 

عند اشتياقك للتغيير وحبك للحياة ورغبة منك للوضع السعيد, فملك موت الوقت استيقاظ إرادة النفس بالتفاؤل, فبتفاؤل تبني نفسا فاقدة للحزن وقتل اليأس يكون بإحياء الأمل بالتفاؤل, فبالإرادة يا ألم تبني المستحيل. 

الألم:إني أرى العجز أمامي. 

الذات:القلب يبقى سكن للمحبة وان ذاق العجز فوق العجز, فحبك للأفضل وللحياة السعيدة يذيقك العجز وينصرك وينسيك فيه. 

الألم:إني سجين الماضي. 

الذات:لا تنسى أن الوقت مضيه ماضي وقدومه حاضر واستغلاله بناء المستقبل, وأن عيشك الماضي ينسيك في عيش الحاضر ومهما جعلت قصص الماضي حاضر يبقى سكنها الماضي. 

الألم:إني أخاف من القادم. 

الذات:لا تنظر للمستقبل على أنه مسكن للحيوانات المفترسة,ولا تدع الخوف يسيطر على مراحل حياتك فان الخوف من المستقبل لا يوصلك لمرادك ولا يجعلك تعش الحاضر بهدوء. 

الألم:ليس لي طاقة للتغلب على حالتي. 

الذات:احذر لا تدع القدرة وهي راحلة عنك فستجلب الندم وما نفع البكاء بعد الندم. 

الألم:الاستسلام رافقني وما زال يرافقني وأرى أنه سيظل رفيقي. 

الذات:لا تتخذ الاستسلام سلاحك عند كل فشل وكثرة الاستسلام بين الحين والأخر تنجب نفسا ضعيفة بالخبر. 

الألم:لا تعاتبني فالشجاعة ما جاءت وما رحلت. 

الذات:إن الشجاعة مقياسها الروح المتشبعة بالتضحية والنفس المفتقدة للخوف. 

ليست الشجاعة أنك لا تخاف ولكن الشجاعة أنك تكمل رغم الخوف. 

الألم:إني أجهل أنظمة وبرامج حياتي ومراحلها. 

الذات:ما أفضع وأحزن أنك تسير طريق تجهل وجهته فمرورك بها يرجعك لنقطة البداية وكأنك لم تمر بها بتاتا,وما أنجح أن تسير أدراج المعلوم فتخطيك عليها يكسبك مرادك المرغوب,فسر يا ابن أدم نحو الوجهة المعلومة ترى أمامك البرمجة المنظومة. 

وما أصعب أنك تقف وقفة الجاهل بين السماء والأرض وبين الظاهر والباطن,ولا تنسى أن تقف وقفة الصارم لآلامك فوقوفك يخلق خيرة الأجناس بداخلك. 

ومن سار طريق المعلوم علم فوق علمه. 

الألم:ألمي أراه ساكن بلا رحيل. 

الذات:إن كان للعمر اجل فلكل ثغرة من حياتك نتيجتها ذكرى, فاجعل ألمك ذكرى من ماضيك, وهيا اطرد ألمك باستدعاء الإصرار والتحدي وبتقوية الإيمان والصبر. 

الألم:كل خطوة أفكر فيها يحضر العقل التردد. 

الذات:لا وجود للتردد بنفس ثقل ميزانها كف يستقبل النفع ويستبعد الضر, التردد يفقدك الفرص وكل فرصة تمر بصاحبها بدون استغلال منه حتما ستتبع بالندم عند الحاجة, التردد يقتل القرار قبل إصداره ولا تفكير لعقل يبحر في بحر التردد. 

الألم:ما عساني أفعل سوى أني أنتظر الفرج. 

الذات:لا تحسب الانتظار مفرج عنك بلا عمل, فالعمل بتحدي زهرة النسيان, وان إدراكك لشدة ألم الانتظار تجنب قدومه. 

إن كان الانتظار يجلب معه النفع فانتظر فإنني لا أنصحك بذلك لأن كثرة الانتظار تولد اليأس بعد الملل, فلا بد من جعل النجاح أول انشغالاتك. 

الألم:سأحاول ولكن... 

الذات:لا ترى المحاولة بئر يصعب عليك دخوله وإنما باب يسهل عبوره, وان حاولت بقوة تجاهلك مشهد المحاولة بالضعف. 

وكن على دراية بأن غطاء الجاهل محاولات فاشلة وغطاء العالم خطة محبوكة ومحاولات ناجحة. 

الألم:أظن أن الإصرار قد زارني. 

الذات:بالإصرار تنجب ما لم يستطع غيرك انجازه.وان كان الإصرار بداخلك مزروع لا موضوع فلا تخف من الفشل,فبإصرارك حتما ستبني طريق حتى في الظلام . 

إن قلت أنا عاجز قلت لك جرب,وان قلت هل أنجح قلت بحسب جهدك وانجازك وقوة إرادتك وإصرارك. 

الألم:ما اقتراحك هل أباشر. 

الذات:استعد للعمل يستقبلك.ابتسم للحياة تبتسم لك.باشر بتغيير مساوئ النفس تساعدك, وواجه أخطائها تساندك واستعد للنجاح يفرح بك. 

الألم:أسكبي لي يا نفس مجموعتك الإرشادية. 

الذات:أعلم أن ما من سعادة أغمرت القلب وعاشتها الروح وما السعادة إلا مسكن يفيق القلب فيها على جروح. 

الألم:ماذا كيف. 

الذات:الحياة تدخلنا بئر السعادة وتفيقنا على بئر الحزن فان غروب بياض الأرض شروق سواد الأيام وتبخر السلام. 

الألم:فما العمل إذن. 

الذات:مصارعة الحياة قاعة تحدي النفس للزمن والروح للقدر والقلب للمحن والمرء لجرثومة الحياة بالسجود لمالكها.وان معاناة المؤمن اختبار بعد إيمان, فما بعد النوم إلا الاستيقاظ وما بعد الاستيقاظ إلا التواصل مع الكون. 

الألم:مصارعتنا للحياة تخسرنا الكثير وتكسبنا القليل. 

الذات:بالجد تؤتي بالصعب من بعيد إذ بالنجاح يطرق بابك من جديد 

إياك أن تتحدى المصير بمصير عشته وإنما بمصير رسم أرض عيشه, وأعلم مهما تصارع كوكبي الخير والشر فالفعل غالبهما. 

الألم:دعني أعيش بعيد عن كل هذا فحتما سأجلب لنفسي إلا التعب والمعاناة فحالتي تكفيني يا نفس. 

الذات:ما القول...القرار قرار والرجعة عن القول ما هي بالقرار. 

أقول لك بالمواجهة تحقق ما لم يكن بالحسبان وان واجهت مصيرك بنفسك غيرته وتغلبت عليه,والأحسن أن لا تعاقب النفس بالوحدة فانك حتما ستقضي عليها. 

تمسك بالجد عند الجد تبتعد عن لوم النفس والخسارة. 

لا تفكر وأشطب الخوف من قاموسك ولا تتردد في جعله صفحة بماضيك ولا تخف من أن تجرحك الدنيا, وإنما يزداد خوف الإنسان فإسراع العمر به وميزان أعماله في تعطل وكأنه في الحين ولد. 

الألم:فعلا ما قيل صدر من العقل فالإنسان هو الذي يعالج نفسه بالتغلب على حالته وعلى غيرها,شكرا أيتها النفس الوفية العاقلة المرشدة نصائحك جعلتني أرى أني ولدت في الحين وصفحتي بيضاء,سأبدأ من جوهر أقوالك وحكمك وفوائدك بتدوين الأفضل والأحسن عليها لا غير. 

الذات:الواجب لا شكر عليه فأنا وجدت لدفع الصالح للأصلح وإدخال الإنسان الحسن في بحر الأحسن. 

لا تخف يا ألم من ضحك يتحول إلى بساتين ألم فعش الفرحة واللحظة مع ترك لواحقها للقدر, وألبس ثوب الشجاعة قبل تصفية حساباتك مع الد"أحكم على نفسك بالفقر في الدنيا تغنى في الآخرة" 

هيا فما بعد الاجتهاد إلا النجاح. 


إرسال تعليق

0 تعليقات