Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

الزواج الشكلي

لم تعد الشكليات في مظهرنا وملامحنا فنلبس الأقنعة التي نود ونقلعها متى أردنا بكل سهولة وبساطة ويتقبلها الغير من يشاهدها لأنها في البداية في النهاية قناع نحن من صنعناه وزيناه وجملناه كما نرغب ونريد ليعجب كل عين تراه وتنجذب اليه بعد الخلطة السحرية التي قمنا بها في صنع واعداد الأقنعة. 

نتظاهر بالسعادة وداخلنا قد احترق بالحزن والألم والوجع ..نتظاهر بالقوة والضعف يمتملكنا من أول شعرة بالرأس الى أصغر ضفر بالأصبع الصغير بالرجل ..نتظاهر لأننا لا بد أن نظهر بالصورة التي نود الظهور بها فالكبرياء والكرامة وعزة النفس جعلنا في تظاهر مستمر وفي ظهور لائق لكنه عكس الحقيقة. 

لم تتوقف الشكليات والمظاهر في ظاهرنا وسطحنا فقد تغلغل ووصل الى العمق العميق فينا والذي بداخلنا ..صار من حياتنا السرية الشخصية الخاصة جدا ..ومع أقرب الأقربين الذين يشاركوننا الوسادة ونفس المرأة وكل التفاصيل الصغيرة جدا. 

زواج اليوم فيه الكثير من الغموض الذي ان وضعناه في النور لأظهر الكثير من الأسرار والخبايا التي تؤكد أن الزواج أصبح شكلي من داخله ومن خارجه ولا شيء بالحقيقة فيه. 

ان الزواج الشكلي مهدم للزواج الحقيقي المفروض أن يكون عليه الاثنين بمجرد ابداء الأخر القبول أوالرضا بهذا الزواج فهو عقد سماوي قبل العقد الورقي العرفي المعروف. 

الكثير من أزواج اليوم يعيشون الانفصال والطلاق ضمن الزواج الذي يعتبرونه تلك البيت الذي به غرفتين كل واحد منهما في غرفة ويأكلون من نفس الطعام والشراب ويتقاسمون ما يشهي البطون وأكثر من ذلك غير موجود..الزوج يتظاهر بأنه أسعد رجل والزوجة أسعد امرأة والواقع مرير ولا يحمل ولا يطاق للاثنين..فالذي هو مسافر وبعيد بالسنوات تارك وراءه الزوجة والأولاد يعيشون كما يشاؤون ويريدون وهو يعيش كما يحلو له وكله تحت مسمى الزواج الشكلي الذي خرب الكثير والعديد من العلاقات وهدم بيوت بنيت بتعب وشقاء وسعي لا بمودة ورحمة وحب وحسن معاملة ومعاشرة الذي يجعل من الزواج حقيقي ويدوم ويعيش واقفا متماسكا مقاوما قويا لا يهتز للاغراءات ولهبات الهواء والرياح. 

اننا نختبأ نحن وعيوبنا وأخطائنا وخطايانا وجرائمنا وذنوبنا وراء الشكل اللائق الذي يعفينا من العقاب والمحاسبة المباشرة الا أننا الاستمرار في الاختباء يهلكنا ويدمرنا الدمار الذي لا بناء ولا ترميم بعده نهائيا 

ان الزواج الشكلي رسالة مهما زينا عنوانها ومقدمتها وعرضها وخاتمنا الا أن الحقيقة تظهر ما بين السطور وعند النقطة الأولى والأخيرة ..فالزواج الشكلي تهمة وجريمة في حق النفس ومن معها ولا بد من فصله وانهائه اما بتحويله الى شكله الحقيقي أو اخفاء معالمه بانهاء شكليته التي لا تليق ولا تناسب المعنى العظيم الرائع للزواج..فالزواج زواج واحد وليس هناك للزواج الشكلي الا اننا جعلنا منه حاضر وبقوة بغرض التهرب واستعمال ما ليس بالمباح والمشروع باسم الزواج الذي هو شكلي شكلا ومضمونا.

Garanti sans virus. www.avg.com

إرسال تعليق

0 تعليقات