Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

لنتحلَّ بالقيم والأخلاق

لنتحلَّ بالقيم والأخلاق

بقلم الأستاذ موسى العايد

في مجتمع قد أعتاد على اللهو والسخرية وأبتعد كل البعد عن الأخلاق والقيم إذ باتت الأخلاق التي كنَّ نحتذي بها ومصدر قوتنا وقيمنا شيء نادر في هذا المجتمع فمن يمتلك الأخلاق كأنه ملك عملة فريدة لم تعد موجودة في هذا الزمان، ففي هذا المجتمع تجد الكثير من الأمور التي لا يرتضيها العقل قبل الدين، فمع إشراقة الصباح الباكر ونسمات الهواء الرطب وزقزقة العصافير كنت جالس في كافتيريا الجامعة أحتسي القهوة وأتمتع بالمنظر الجميل فإذا بفتاة ترتدي ثياب غريبة الشكل تتصهصل كصهيل الفرس وتجلس بجوار شاب يرتدي أساور وسناسل وشعره أشبه ما يكون بشعر القرد تحدثه وتضحك معه وكأنُّه خطيبها أو زوجها أو أحد محارمها وحتى أن كان كذلك لا تسمع هذه الأصوات المرتفعة والحركات الغريبة التي لا يقبلها الدين والعادات في هذا المجتمع الطيب، فتعجبت منهم وقلت في نفسي مابال هؤلاء القوم يقبلون على أنفسهم الخروج من بيوتهم بهذه الصورة المشمئزة؟! 

فأين أهاليهم منهم عندما خرجوا بهذه الصورة ؟! ألم ينظروا إلى أشكالهم التي تشبه الكلاب أم أن أهليهم يتمتعون بهذه المناظر التي تشمئز لها الكلاب قبل الإنس

كيف يقبلون ذلك على أبنائهم ؟! 

أين هؤلاء من الأخلاق والقيم التي لطالما تغنوا بها؟! أين الرجولة من هؤلاء الشباب الذين يتشبهون بالنساء؟! إذ لم نعد نميز الشاب من الفتاة فانقلبت الموازين وأختلفت الصفات فبات الشاب كالفتاة والفتاة كالشاب

فمواكبتنا للعصر والحضارة لايكون باللباس الماسخ والحركات الدنيئة ونزع الأخلاق والقيم منا كنزع الشوك من الجسد، لنواكب العصر ولكن لا على حساب قيمنا وأخلاقنا،

غادرت ذلك المكان من الجامعة 

ثم استقليت الحافلة وجلست في المقعد الآخير وكان هناك ثلاثة أشخاص يتحدثون فيما بينهم فنزل أحدهم في منتصف الطريق فما أن نزل بدؤوا بالحديث عليه فتعجبت!!! فقلت في نفسي مابال هؤلاء القوم وجوههم متقلبة!!! كتقلب الليل والنهار وتقلب الشمس عند الغروب وتقلب الصيف والشتاء، حقا أنهم المنافقون، ففي النفاق تجد أؤلئك الذين تعرفهم ولا تعرفهم، فلا تعرف المخلص من المفلس، عالم آخر دوامة من الإحسان والصدق والإيمان،كل منهم يسعى إلى تحقيق غايته فما أن يحققها ويأخذ المبين تبدأ الأقاويل، ومن أقبح النفاق ومما يجعلني في حيرة من أمري عندما تدخل المسجد لتصلي تجد بعضهم ما أن ينتهي المؤذن ويسلم يبدأ بالحديث عن الآخرين وكأنَّ الصلاة مقتصرة على الحركات متناسيين أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وأن الصلاة تدعونا إلى كفى الأذى عن الآخرين باللسان قبل اليد، لنكن كما نحن مع الآخرين وجوهنا واحدة مهما ابتعدوا عنا أو اقتربوا،

فنزلت من الحافلة وممرت بالسوق لأجلب بعض الأمتعة فدخلت في أحد المحلات فسألت صاحبه عن قطعة معينة فحلف بالله أنها من أجود مايكون، ثم ذهبت إلى جارٍ له فإذا بها من أرذل الأنواع فتعجبت وقلت ألهذا وصل بنا الحال أن نحلف بالله كذبا، ولكن لا عجب ففي هذا الزمان تجد من يحلف أيمانا لينفق سلعته ولو كذبا،فأين القيم والأخلاق التي جبلنا عليها في ديننا بأن لا نكذب و لا نخدع الآخرين ولا نغش فهل بات الغش والخداع شطارة يحتذ بها أم أن هؤلاء اعتادوا على الغش والخداع، لكن لاعجب فالأموال تعمي القلوب والعيون التي ترى، إلا من أراد أن يرى...

فخرجت من السوق متعجبا ومندهشا فقلت إلى متى نبقى بهذه الصورة اللأخلاقي ...... 

علينا أن نتحلى بالأخلاق النبيلة التي أمرنا بها الإسلام وأن نعامل الآخرين بما نحن أهله لا بما هو أهله فلنترك، الصفات الدنيئة والعديمة والنفاق والخداع والغش وكل عمل يبعدنا عن أخلاقنا...

إرسال تعليق

0 تعليقات