Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

القسوة القريبة

ان القسوة موجودة بقلوب الكثير وفي أوساطنا ووسط حوارنا ونقاشنا وعند لقائنا وفي لساننا وفي عقولنا وعند تفكيرنا ..ان القسوة غير غائبة عنا فهي منا تخرج ومن غيرنا نتلقاها..ان القاسي يقسو بالكلام بالفعل بالنظرات بالتلميحات ..بالشهادة الزور ..بالتعدي بالتجاوز. 

في الخداع القسوة..وفي الكذب القسوة..وفي الظلم القسوة..في السخرية القسوة..وفي الضرب القسوة..وفي الاهانة القسوة..وفي البخل القسوة..وفي الاهمال والتقصير القسوة..وفي الوقاحة القسوة..وفي التوسل القسوة.. وفي الخيانة القسوة..وفي النهب والاستغلال القسوة..وفي الشر القسوة..وفي الكثير والكثير الموجود يوميا معنا تلك القسوة الموجعة المؤلمة. 

ان القسوة تؤتي من القريب فلو كانت من البعيد لما كنا اعتبرناها بالقسوة ولما كنا توجعنا وتألمنا واحترقنا بنار القسوة لأنه بعيد وغريب فلن يؤثر فينا التأثير الكامل المؤدي الى دمار القلب والنفسية وانما القسوة التي تأتي من القريب المعروفة بالقسوة القريبة هي من تقتلنا ونحن أحياء ونبقى أحياء. 

قسوة الأخ شديدة وقسوة الأب عظيمة وقسوة الأم لا توصف وقسوة الابن تقهر ..وقسوة المحب تطعن ..وقسوة النفس لنفسها تدمر..فالقسوة القريبة لا تغيب وحاضرة وبقوة وبالأخص اليوم مادامت الأنانية والمصلحة الخاصة هي الأولى وسابقة للجميع وان كان القريب والقريب جدا وهذا ما جعل تلك الأناني والمهتم بمصلحته يدوس ويطعن ويرمي كل من بطريقة وان كان منه وهو منه وان كان ذلك الأب الذي تعب وعمل وربى أو تلك الأم التي حملت وسهرت وضحت ..أو تلك الأخ الذي هو الحماية والسند أو الابن الذي هو الأمل والعضو الحساس .. 

تعودنا على القسوة ..تعودنا على تلقيها واستعمالها حتى في الذي ليس فيه القسوة ولا يجوز أن تكون فيه القسوة الا أننا ادخلنا القسوة في قلوبنا وفي أمتنا ضمائرنا بسكين القسوة ..في المواضع وفي جميع الأماكن ومع كل الأشخاص نحن نقسو ونقسو ولا يهمنا من أمامنا وان كان الوقت والمكان مناسب كل هذا لا يهم فقد أصبحنا عنوان القسوة والقاسي اما قاسي من قسوة أو قاسي بلا قسوة ..فالذي تلقى القسوة من كثرة قسوة القريب خاصة يتحول الى قاسي ليذيق الذي أذاقه القسوة نفس قسوته مع الزيادة دوما فيتألم فيشعر بمن قسى عليه وهذا خطأ ولا يجوز فلا رد على القسوة بالقسوة وان كانت أقل وبالحجم الصغير فلا يمكن فالمسلم لا يقسو على أخيه وان قسى والأم لا تقسى على ابنها وان قسى عليها والأب لا يقسو على أولاده وان قسوا والأبن لا يقسوا على الأصل وان قسى وبشدة ..فالعاقل المحب الطيب المؤمن لا يقسوا وان تلقى بدل القسوة ألاف فهو بعيد وجد بعيد عن القسوة ولا يستعمل قاعدة المعاملة بالمثل أو الرد بالمثل نهائيا . 

تعلمنا القسوة وفضلناها وارتبطت بنا وأصبحنا لا نتخلى عنها لأننا وجدنا في الجبروت والطغيان والتسلط والقوة والشجاعة الكاذبة ..فلا القوي يقسوا ولا الشجاع يقسوا وأصلا القوة والشجاعة ليست فيها القسوة بتاتا ..الا أن هناك من يعتبر القسوة ذلك السلاح الذي يحارب به القريب قبل البعيد وهذا أكبر ذنب وخطيئة والقاسي مجرم قد اذى غيره بقسوة لا يتقبلها أحد وان كان مذنب أو مخطأ فالعقاب القاسي يسلط على من لا يملكون قلوب ولا يشعرون وكانوا سباقين للقسوة ..متى قسى عليك قريبك لا تفكر برد القسوة فهو ذلك القريب الذي ينتسب اليك وتنتسب اليه فكن رحيما في عز قسوته وألمك من قسوته. 

 



Garanti sans virus. www.avg.com

إرسال تعليق

0 تعليقات