Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

غلق باب الكبت

الإنسان بالفطرة يحب نفسه لذا أطلق عليه اسم أناني لأنه أي شيء يعجبه ويحبه يحب أن يحظى به هو الأول ولا يشاركه أحد فيه,الإنسان بئر أسراره نفسه. 

الواحد منا يهوى لنفسه ما يسعدها ويريحها وطوال الوقت يتمنى ذلك والحالات النفسية التي تزور النفس من غضب وقلق وحزن وتشاؤم ويأس وملل...يود دائما التخلص منهم والخروج منهم بأقصى سرعة ممكنة لأن هذا سيتعبه والنفس تعشق الراحة لا التعب. 

تمر علينا مواقف عديدة وحالات كثيرة نرغب دائما في البوح بها وهذا بمعرفتنا بمدى قوة وسيلة البوح ونقول لأقرب الناس إلينا عليها,ففي هذه الحالة هل تعرف نوعية الإحساس والشعور الذي يراودك؟هو شعور جميل وإحساس رائع تشعر أن نفسك خالية من كل ما يزعجها سوى الراحة والسعادة تحوم وتتجول وتتنقل من عضو إلى أخر أي تنتقل تلك الراحة والفرحة من جزء إلى جزء حتى تعم بالجسد كله. 

الكثير يحبون إخفاء المستور وما هو مكنون بالباطن لحسابات حسبها هو ولظنون ظنها ولاحتياطات أخذها ومن خلالها يتجنب ويبتعد عن البوح,وبما أن البوح غير متوفر وموجود هناك من يحل محله وهو الكبت. 

من خلال قراءتك لكلمة الكبت تجدها نوعا ما معقدة وتحمل في طياتها خبايا ومعاني كثيرة. 

كثيرا ما نعتقد أن الكبت هو أفضل وأنجح الوسائل التي تخفف عن النفس وتزيح عنا تلك الكتلة الراكنة بوسط الصدر التي نحس بوجودها وبشدة الألم,نتحمل ذلك الوجع والألم ونحن نعتقد أن الكبت سيخلصنا منه بمجرد استدعائه وقدومه إلى جانب تلك الكتلة متناسين أن الكبت هو مسبب ومكون الكتلة الموجعة. 

نقول لما نحن نتألم ونحس بالحزن والتعب ونعش حالات نفسية صعبة قد تهدينا الموت بلا أجل والروح طبعا ما زالت مقيمة وحاضرة,أقول لما نقول هذا لأننا ببساطة نحن لسنا أذكياء فالشيء الذي يفقدنا الذكاء "التسرع",نتسرع عند الغضب,الحزن المصيبة, وحتى السعادة والفرح ولا ندع للعقل فرصة ولا نمهله فترة تعد بالدقائق ليفكر ويصطحب لنا ما يفيدنا ويقوينا ويزيح عنا السيئ ,نحن لسنا بالفاهمين بما هو مركون بالباطن وما هو موجود بالنفس والقلب,نضع أحلام وأمال في وسائل وميزات هي عدونا ومحاربنا,نحن نظن أن الأشياء التي بإدراكها بالعقل السليم الأشياء التي لا تريحنا نظن أنها تريحنا والتي تريحنا نعتقد أنها لا تريحنا,وبنظريتنا هذه نحن سعداء ونسبح في بحر العلم والمعرفة ونحوم في سماء الإدراك. 

أيها الكابت لمشاعر وأحاسيس غير منظمة لعالم الكبت سرحهم أطردهم لعالمهم الحقيقي,كفاك ظلما لنفسك وكفاك اتخاذ الأحكام الخاطئة فسجنك لهذه المشاعر والأحاسيس ليس بالحكم الصائب ليس بحكم العقلاء ليس بحكم الحبيب الولهان للنفس. 

لما نتعب أنفسنا بأشياء حكمها بيدنا نحن ومفتاح تحريرها بيدنا نحن أيضا,وآلة تهديم الأبشع الساكن معنا بكفنا نحن,هل ترى نفسك لا تقوى على كل هذا؟أقول انك قادر وان قيدت بسلاسل العالم ودفنت بسجن في سابع أرض أنت قادر بالدين بالإيمان بالقوة بالإرادة بالتفاؤل...أنت قادر ومليون ألف قادر. 

احكي للغرفة للطاولة للخزانة للأثاث المتواجدة معك والمقيمة حولك,حدث الزهرة,حاور السماء ابكي للنجوم اشكي للخالق,وان وجدت الكائن البشري العاقل خذه وضعه بخزانة أسرارك بالخزانة التي أخرتك وأمرضتك,ضعه مقابل اللسان وأسرد عليه مجموعتك المكبوتة مجموعتك الأليمة السعيدة,عبر بأسلوب الجاهل أو بأسلوب الفاهم فالمهم أن تعبر والأهم أن تخرج من عالمك الباطني الكتلة المركونة المسماة بالكبت. 

قيل السر لنفسي ملك أنا         والجهر ما قيل بحكيم أنا. 

صرخ أنا أسمعك الأهل يسمعونك كل عضو بالجسد يسمعك,الجماد يسمعك الرب سامعك قل بأعلى صوت ها هي حكايتي هذا هو ألمي هذا شكل معاناتي....ان لم يسمعك مليون بشر يسمعك بشر واحد وهذا بالكافي. 

ابتعد عن الخوف من البوح وألبس ثوب الشجاعة للكبت,دعك من المبادئ والضروري واللازم واختر لنفسك الشخص القريب الموثوق فيه الأمين,فهو موجود نعم هو حولك البشر موجودون السماء موجودة والأرض  النبات الله البنايات الطبيعة الكل بالخدمة والكل سيريحونك,فالأقوياء في منح الراحة:الله والإنسان. 

صرخت النفس الكبت حطمني     غاب الصدى والكبت جهلني. 


إرسال تعليق

0 تعليقات