Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

غلق باب العقاب

ان الدنيا تأخذ منا أكثر مما تعطينا ونعطيها أكثر مما نأخذ. ..نقول لما ليس الكل كامل ؟ ..لما النقص يعترينا ورفيقنا؟ ..لما الجزاء ناقص..؟ ..الحرية نرى سوى جسدها ..لما الواجب يلحقنا..لما ولما؟ ..تساؤلات عديدة وكثيرة نجد لها اجابة ولكن لا تقنعنا ونعرف تفاصيل هذه الأسئلة ومع ذلك نحاول أن نتجاهل وكأننا هكذا نخفف على أنفسنا عيء الذي نمر به. 

الكمال منح لصاحب الكمال ..صاحب الكون وما فيه.. صاحب الخلق , فجواب هذه الأسئلة تجيب عنه أعمال الانسان ..نعم نحن مقيدين في كثير من الأمور والمسائل, نحن مقيدين فليست الحرية المطلقة هي التي تسعدنا وانما العمل الجيد وتجنب الممنوع وو..هو الذي يفرحنا ,فماذا تظن يا انسان أن تظلم ولا تعاقب..تتعدى ولا تعاقب.. تنهب وتسلب حقوق الأخرين ولا تعاقب.. 

هل تعرف لما حريتنا نسبية لكي نحمي حقوقنا وغيرنا يحمي حقوقه هو أيضا..فكل مخطأ يعاقب هذا هو قانون البشرية والكون واننا نرتاح بمعاقبة الظالم. 

فالعقاب موجود وجوود دنيوي ووجود أخروي, العقاب الدنيوي يقلقنا ويقيدنا وفي الأخير نضطر ونمشي عليه فما تقول نقول يا انسان عن العقاب في الأخرة ..أقول لك هو أخطرهم وأشدهم وأهمهم فنحن وجدنا في الدنيا وخلقنا لنعمل ونعمل من أجل البعد عن العقاب. 

لما يسلط علينا الغير العقاب نتألم ونندم لفعلنا ما يخالف محيطنا وعالمنا وعقائدنا وعاداتنا وتقاليدنا والقوانين والأحكام ..فان لم نعاقب ماديا نعاقب معنويا وكلاهما يترك بنفسيتنا ووجداننا أثر مألم ويصعب علينا الحياة واعادة الاندماج فيها من جديد, فبمجرد التفكير أننا سنعاقب نبتعد عن الشر..نبتعد عن الاضرار والضر.. نبتعد عن الظلم والاساءة..نبتعد عن جميع الأشياء والأعمال والتصرفات والأقوال التي تؤول بنا وتوصلنا الى العقاب, فماذا لو كنت انت الذي تعاقب . 

الانسان المعاقب عقابه ينحصر في أمرين عقابه لغيره وعقابه لنفسه, فالذي لم يعاقب لن يتعلم ولم يتعلم ولن يبتعد عن الأمور التي أدت به الى معاقبته. 

لكي تعاقب غيرك لا بد أن يكون هناك سبب ودافع ونعاقبه بالعقاب, ولكن ليس الكل يعاقبون الا من تعدى على المسائل التي بها عقاب . 

تعاقب نفسك هذا جيد وجميل فأنت هكذا انسان صالح تريد تغيير نفسك ورفعها الى مرتبة الصالحين المختلفين النادرين.. لكن هل النفس في جميع الحالات نعاقبها وما هي الجوانب التي نلجأ فيها لعقابها. 

أخي .. أختي العقاب قاعدة واقعية حتمية طبيعية ولكن أكيد تقولون فلماذا نغلق باب العقاب فبتدقيقنا لهذا العنوان نجد أننا لا نقصد العقاب الكلي وانما العقاب في شقين وهما عقاب الغير وعقاب النفس. 

اننا كثيرا نعاقب غيرنا وهم ليسو بظالمين ولا مذنبين..نعاقب أنفسنا وما هي بالمذنبة أيضا ونهرب من اصلاحها ونبرر شرها بالعقاب الغير مجدي لها فهذا هو محل موضوعنا. 

فهيا يا انسان معي نتجه الى كيفية التخلي على هذه الغرفة التي تتعب ونظلم بها غيرنا وأنفسنا, هيا معا . 

كثيرا ما نلجأ ونتهور ونتسرع فنعاقب غيرنا بقصد وحتى بدونه وهو غير مذنب ومع ذلك نعتقد أننا لم نعاقبه وكثيرا مالا نترك لغيرنا فرصة الدفاع عن نفسه ونتسرع في الحكم عليه وننسى أن الدليل القاطع مفقود ومع ذلك نستعمل القسوة في تعاملنا وبهذه القسوة نصل الى الحكم عليه وبعدها نعش مرتاحين وكأن أي شيء لم يحصل ولم يحدث بتاتا والضمير عندنا نائم دوما. 

نتسرع في الحكم ومع أننا لم ندرسه.. نعاقب وننسى أن هناك دولة وقانون ورب فوق الجميع يعاقب. 

نعم هناك جوانب نعاقب فيها بدون اللجوء الى أصحاب الاختصاص كمعاقبة الأب لابنه وزوجته مثلا وفي الحدود المسموحة طبعا..لكن يبقى هناك عقاب من عقاب. 

فيا انسان لما تعاقب بأحكام أكبر من الفعل الذي بدر..دعونا نتعلم نسامح ولا نعاقب ..نحكم بالتنازل لا بتشديد الفعل وتعظيم الأمر, فالدنيا تصير أحلى لو اتخذنا الأمور ببساطة .. ظلموك فسامح فسماحك قد يكون سبب في رجوع الظالم الى الطريق المستقيم الصائب وبالاعتذار وتغيير السيء بالحسن يفعل واليك يتقدم ومعك يتصالح. 

يا انسان هيا معا..يا انسان لم نخلق لنخسر ونستمر في الخسارة ونكره وانما لنحب ونكسب .. هيا معا نجعل التسامح أول حل للأمور والمشاكل والبساطة ثانيها والتسهيل ثالثها. 

لما ندخل أنفسنا في متاهات نحن في غنى عنها وأكبر منا ولا تليق بنا.. هيا معا نفتح أبواب المحبة ونمسك أيدينا بأيدي بعضنا البعض ونكمل ما تبقى من الأيام والعمر . 

هيا معا نضيء الدنيا بقلوبنا الطيبة والمحبة الطاهرة فهيا معا. 

 

 


إرسال تعليق

0 تعليقات