Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

التعليم عن بعد: استراتيجية ناجحة نحو التطوير والإبداع

أصبحت ممارسة الأنشطة عن بعد، مثل العمل والتعليم، من الأساليب الرئيسية التي اعتمدت عليها كثير من الدول والشركات في ظل الأزمات التي يشهدها العالم ككل.
وكما نعلم فإنّ ثورة التكنولوجيا قد غيّرت العالم، وأصبحت وسائل التكنولوجيا جزءاً لا يتجزّأ من أنشطتنا اليومية، ومنها عملية التعلّم والتعليم التي تحوّلت بقسمٍ كبيرً منها إلى العالم الافتراضي باستخدام الحاسوب والإنترنت.
وساهم التطور الكبير في التقنية المعلوماتية ووسائل الاتصال الحديثة في زيادة كفاءة أشكال التعلم عن بعد، وظهور أساليب جديدة ومبتكرة كبديل عن التعليم التقليدي في الجامعات، وما يتضمنه من المشاكل التي تواجه عملية التعليم، كضيق الوقت والتحديات الجغرافية، خاصة للطلاب الأجانب.

أهمية التعليم الالكتروني

من أهم المصطلحات التي تعبّر عن التعليم الالكتروني هي التعليم عن بعد،
والذي ينقسم إلى نوعين: الأول يدعى التعليم المتزامن، ويكون الاتصال والتفاعل بين المتلقي والمحاضر في الوقت الحقيقي من خلال إقامة دورات تدريبية مباشرة.
أما النوع الآخر، فيدعى التعليم اللا متزامن، حيث يقوم المحاضر بتوفير المادة الدراسية مسبقاً بواسطة تسجيلات الفيديو أو وسائل أخرى، ويتلقى الطالب المواد الدراسية في وقت لاحق يناسبه.
ويعمل التعليم الالكتروني على توفير الوقت من خلال تقليل التفاعل بين الطلاب، بالإضافة إلى تقليل التكاليف المتعلقة بالمواد الدراسية كالأوراق وغيرها، وهو متاح لجميع الأفراد من مختلف الفئات العمرية.

التقنيات المستخدمة في التعليم عن بعد

تتنوع التقنيات المستخدمة في عملية التعليم عن بعد، وتتميز عن التعليم التقليدي بسبب مواكبتها لتكنولوجيا العصر الحديث كالتلفزيون والإنترنت والأقمار الصناعية التي تساهم في نقل المعلومات ونذكر منها:
• وسائل صوتية: وتشمل المواد الصوتية التي تعتمد على حاسة السمع كالتسجيلات ووسائل التخاطب الصوتي.
• وسائل مسموعة ومرئية: وتشمل الأفلام وأشرطة الفيديو، القنوات التلفزيونية لعرض الوسائط التعليمية.
• البث التلفزيوني: ويسهم في تعليم أكبر عدد من الأفراد.
• تقنيات شبكة الإنترنت: وتتميز بتنوعها وانخفاض التكلفة، كالمواقع التي تقدم خدمة متكاملة تشمل المحتوى للتعليم الذاتي، بالإضافة إلى إمكانية التواصل مع زملاء الدراسة، من خلال الموقع أو البريد الالكتروني.

مزايا التعليم عن بعد

كما ذكرنا سابقاً أن التعليم الالكتروني يتميز بالفصل المادي ما بين الطلاب والمعلمين، من خلال استخدام التكنولوجيا والاتصالات، ويوفر عدد من المزايا للجامعات والطلاب، تبدأ من اختيار الوقت المناسب للدراسة دون الحاجة لبناء أماكن أو مساكن للطلبة.
كما أنه يحسن المهارات الفكرية لدى الطلاب، وإمكانية مشاهدة المحاضرات عدة مرات الكترونياً، أو بالصيغة النصية في أي وقت يناسب الطالب، دون الحاجة للالتقاء بالأستاذ، بالإضافة إلى توفير المال من خلال عدم اضطرار الطلاب للسفر من أجل تحصيل العلم.
وفي سياق آخر، تضمن بعض مؤسسات التعليم استمراريتها من خلال تبني فكرة التعليم عن بعد في الوقت الراهن، وعلى الرغم أن التعليم فيها يشتهر بكلفته قبل وقوع الأزمات التي يمر بها العالم الآن، كانتشار أزمة كورونا التي قوضت جميع النشاطات المباشرة في هذه المرحلة الآنية، إلا أن مجانية التعليم عن بعد تعتبر من أهم الخطوات التي مارستها المؤسسات حفاظاً على استمراريتها وريادتها والخوف من خسارتها لشعبيتها وجمهورها.
ويسعنا أن نذكر بعض الجامعات التي تقدم عدداً من الدورات المجانية عبر الإنترنت كجامعة هارفرد وأكسفورد، بالإضافة إلى العديد من المراكز التدريبية التي تسعى إلى توفير وسائل مبتكرة وطرق جديدة في مجال التعليم عن بعد وبعدة تخصصات.

عيوب التعليم عن بعد

إن غياب التفاعل المباشر بين الطلاب والمحاضرين يجعل الكثيرين غير راغبين بالتعلم عبر الإنترنت، مقارنةً مع ما يمكن أن يلمسوه من نتائج إيجابية للتفاعل المباشر والنقاشات مع زملائهم ومعلميهم التي تجري في الصفوف الدراسية. وبما أن المنافسة والنقاشات تغيب خلال الدورات أو الدراسة عن بعد، يجد قسمٌ كبيرٌ من الطلاب أن التعليم عن بعد وسيلة أقل تحفيزاً لهم، مما يجعلهم أشدّ رغبةً بأساليب التعليم التقليدية.
ومن أكثر المشاكل التي تواجه الطلاب هي موثوقية شهادات التعليم عبر الإنترنت، نظراً لانتشار الجامعات المزيفة والشهادات غير المعترف عليها، مما يؤثر سلباً على فرص الحصول على الوظيفة المرغوبة في المستقبل.
كما يتطلب هذا النوع من التعليم العديد من الوسائل الضرورية التي يعتبر توفيرها صعباً في بعض الدول مثل: الاتصال القوي بالإنترنت، وتوفر جهاز كومبيوتر، والعديد من الوسائل الأخرى التي تعتبر تحدياً في بعض الدول النامية مثلاً.

الاستفادة من تطبيق التعليم الالكتروني

يعتمد تطبيق التعليم الالكتروني على العديد من العوامل الهامة سواء أكانت فنية وتقنية، إدارية، بشرية أو ثقافية. حيث تتداخل هذه العوامل جملةً لتشكل منظومة التعليم الالكتروني، وتعمل بشكل فاعل على تعزيز التعليم في المجتمع، والاستفادة من تقنية المعلومات والاتصال في مجال التربية والتعليم.
ولقد جاء التعليم عن بعد استجابة للتطورات في التقنيات الحديثة، مما دفع العديد من المؤسسات التعليمية إلى بذل الجهود لتبني هذه التقنيات، ومساعدة المتعلم بالحصول على العلوم والمعارف بأحدث الطرق، ومنها: التعلّم المستمر وبالمراسلة والتعلم الذاتي.
ومن هنا، فإن تطبيق هذا التعليم يجب أن يتم وفق استراتيجية واضحة، تتكامل فيما بينها بشكل فاعل ودقيق، لدفع المجتمع ليكون مساهماً في التطوير، وبناء الأساس المعرفي الفعّال في كافة المجالات التي من يمكنها أن ترفع من شأن هذا المجتمع.

-طلال المصري 


إرسال تعليق

0 تعليقات