الحزين يضحك

ان ضحك الحزين حزنا وسعادته حزنا ووقوفه حزنا وما يظهر به حزنا قد غطى عالمه الداخلي..فالحزين يضحك ليداوي حزنه..ليشفي ألامه بضحكة أمل وتفاؤل وبضحكة طموح واصرار بضحكة هي تحدي وعزيمة وسعي ومحاولة ..بضحكة صدق وصراحة..بضحكة هي مسؤولية والتزام وواجب..ان الحزين يضحك ليواجه وينهض..ليجتهد ويجاهد ويناضل ويكافح ..ليدافع عن نفسه أمام حزنه بضحكة فيها المقاومة والقوة والشجاعة والحماس فيها الحل ومها المفرج والخلاص..يضحك لأنه يجب أن يضحك في عز حزنه ليرى الحزن تللك الضحكة فيعي ويدرك وينتبه ويعرف أن الارادة أقوى والايمان واليقين والرضا والقناعة والاقناع في تلك الضحكة والقرار النهائي برحيل الحزن لا رجعة فيه. 

الحزين يضحك ثقة بالله وبنفسه وبأنها أزمة ومصيبة وحالة ستزول وستنتهي لا محالة ..الحزين يضحك استعداد واستمرار رغم كل شيء فالحزن لن يهزمه ولن يحطم احلامه وينهي أهدافه ويحمي امنياته..الحزين يضحك ليتغلب لينتصر على حزن لا بد أن يرحل من تلقاء نفسه متأثرار بضكة الحزين التي أفقدته الامل في البقاء وألزمته على الرحيل الفوري السريع بكل هدوء . 

الحزين يضحك ثباتا واثباتا ..اعترافا وجيدا وممتازا..الحزين يضحك من اجل البقاء للرد أنا موجود ..أنا قادر ..أنا متمكن ..الحزين يضحك تفكيرا وتدبيرا وتركيزا وتخطيطا يؤدي به الى الاستقرار والعيش بدون الحزن الذي كان سببا قد أثر سلبيا ومنه جاءت النتائج الايجابية المرضية المذهلة التي حولت ضحكة الحزين الى ضحكة سعيد مرتاح. 

مما لا شك فيه أن ضحكة الحزين فيها التعب فيها الألم فيها اليأس والتعاسة والتشائم ..فيها الضعف والفشل والاستسلام والخوف فيها المعاناة والهم والغم فيها الكثير من المقويات المنشطات التي ان استغلها الحزين استغلالا صحيحا خدمته وحولت حياته نحو الوجهة التي يريدها ويحلم بها وينتظرها واكثر من ذلك مفاجئات وهدايا لم يتوقعها الحزين ...فعلى كل حزين أن  يضحك ويحول حزنه الى ضحكة ستغير حياته رأسا على عقب بكل جدية وواقعية يعيشها ذلك الحزين الضاحك لا يحلم بها أو الأوهام تخدعه.