كانت الحياة في البداية كالغابة لا قانون ولا حاكم ولا عدل سوى الظلم ثم الظلم ثم الظلم موجود ومنتشر ومسيطر على حياة الجميع فكان الوضع مخيف ولا امان ولا طمأنينة ولا راحة سوى هذا يأكل حق ذاك وذاك يقتل اخيه ويتعدى على الغير والشر والظلم منتشر وفي انتشار رهيب الى أن جاءت الأنبياء والرسل ليتم وضع حد لهذه الحياة العشوائية التي لا يمكن للضعفاء المساكين العيش فيها وبالفعل استطاعت الأديان السماوية التأثير على البشر وتغيير مفاهيمهم الفوضوية وتم وضع قواعد وقوانين لا بد أن يسير عليها الانسان وذلك بضبط تصرفاته واحترام نفسه وغيره ليعيش الجميع بسلام وبأمان وباستقرار ورغم الجهودات الجبارة التي اداها وقام بها الأنبياء والرسل الا أن وجود الظلم ظل موجودا وحاضرا ولكن تم وضع من يرد على كل ظلم يكون ويظهر ..حيث يقابل الظلم العقاب والمسائلة والمحاسبة التي ساهمت في الردع والتقليل من نسبة وظاهرة الظلم التي كانت منتشرة مادام القلوب سعيدة وهناك حقد وحسد وكره قد عمى الأبصار سيبقى الظلم مع بقاء الشر والممنوع والفساد ..لن يغيب الظلم والخبث والنفاق والحرام حاضر فكل هذا وأزيد لن يتركوا الظلم يزول وينقرض ..فالحياة بها الخير والشر بها الخطأ والصواب بها الحلال والحرام وفي الأخير هناك جنة ونار فان اختفى الظلم لن كتون هناك نار وهذا من غير الممكن ولكن لنا أن نحد من انتشار الظلم وذلك سهل وممكن وبامكان كل واحد منا فعل ذلك مع نفسه وداخل أسرته وفي محيطه بأن يمتنع عن الظلم ويحدث غيره ويمنعه من الظلم..تعليم الصغير وتربيته على الأخلاق والقيم النبيلة التي تخلق وتنجب العقول والنفوس الصالحة المنتجة للخير والصلاح في الأرض..فمتى كنت محاربا للظلم وغيرك محارب فلن يتمكن ولن يستطيع الظلم أن ينتشر أو يخرج من النفس الظالمة فيصبح مسكنه ضيق ووجوده ضئيل ومتى قلت لظلمك وللظالم توقف كفى لن يقف الظلم في وجه معارضه محاربه وانما بسهولة يستسلم أمامه.
0 تعليقات