غلق باب اليأس

لا بد أن نؤمن أيها الإنسان أن النفس ما دامت بها الروح فهي قادرة وبها علبة العطاء,تصدر وتنتج بلا نهاية نهايتها سفر الروح بلا رجعة وأن ما تعيشه النفس من ألام ومعاناة ما هو إلا وجود اليأس  بداخلها,فبمجرد قضائك عليه سترى حينها آن كل شيء سهل وبالإمكان التغلب والتحقيق,اعلم أن اليأس هو دبابة هدم النفس وتفجيرها,واعلم كذلك أن اليأس كلما طال عمره قضي عليك ويدخلك قصر لا نور له سوى الظلام يقتلك بتجولك من زاوية إلى زاوية ومن غرفة إلى أخرى, قصر لا حديقة ولا أشجار تعلو أسواره,لا أزهار تنعش المكان ولا عصافير تغرد كل صباح  بنغمة جديدة مع ترك السابقة ذكرى جميلة لا تنسى. 

دعني أسمي اليأس سم بطيء الفعالية,كل يوم يقتل جزء جميل وفعال,يقضي على قطعة بإمكانها أن تقضي على ذلك اليأس باستدعاء المساعدين,هيا نجعل عمره قصير قصير قصر اللحظات والثواني نجعل وجوده تجربة كانت ولن تعود,نشعل بابه ببنزين الوداع هيا نشغل آلة قطع عنقه بلا أريدك,نشطب اسمه من قاموس حياتك نرسل روحه إلى ميزان المحاسبة,هيا نرمي به في نار قوية لا تترك شظايا ولا رماد هيا ندخله ببئر لا هو بنفس ولا هو بقلب ولا هو بجسد,ندخله بئر الممات 

هيا نغلق عليه الباب بمفتاح الضياع هيا لا تتردد ولا تخف هيا فأنت ظالم لنفسك,هيا حررها اقطع سلاسل ذلك اليأس هدم بقعته ببركان غضب منك,أشطف أوراقه ورقة تلوى الأخرى هيا معي نمسح وجوده اللامفيد. 

يأس المؤمن لا يأس مؤمن        يأسك كافر بكفره مؤمن 

عزيزي مهما عشت حالة النفي,نفي كل ما هو جميل وكل ما هو محيط بك نتيجة لوجود اليأس لديك ومدون بقاموس حياتك,فأدرك عز الإدراك آن الاشتياق سيطرق بابك,الاشتياق للعيش بسعادة وراحة واطمئنان فاليأس يولد ضغوطات بازدياد ومهما سافرت  عن الحياة وبما فيها وانغمست  داخل اليأس وعشت معه"أقول"(كل مسافر مشتاق وان طال أو قصر به الغياب).