Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

المأساة الحقيقية

ما دمنا متواجدين بالحياة فاكيد نحن نعاني ونمر بالعديد من الصعوبات والمصائب والمشاكل والهموم التي غير مخفية ولا غائبة بالحياة وعلى الأرض فهي بالكثرة والكثرة وسنمر عليها بكل مراحل وفترات العمر لا محالة وقد خلق الانسان في كبد. 

قد نكون نحن سببا في مأساتنا ومعاناتنا وقد تكون ضمن القدر وقد يكون الغير ومن حولنا قد ألحقنا بها دون رضا منا أكيد ..فالمأساة منا ومن القدر ومنهم والثلاثة متقنين في اسقاطنا السقطة التي لولا الايمان بالله وبالنفس والثقة بالله وبالنفس لن نعود ولن نستيقظ من جديد . 

المأساة الحقيقة ليست في الجوع أو الفقر أو العجز أو التواجد وسط النار والجحيم ..أو العيش بلا رضا فليس منا من هو راضي بحياته كل الرضا لأننا لن نصل الى كل ما نريده ونتمناه وان حاولنا فهناك ما هو من نصيبنا وهناك ما هو من مكتوبنا وهو ما هو ليس لنا هو لغيرنا وما هو لغيرنا لن نصل اليه وان وصلنا وأخذنا فهو عائد وراجع الى صاحبه الأصلي مالكه الأول. 

المأساة الحقيقة ليست في شقاء النهار وتعب الليل ولا في سعي السنوات وخيبات الأمل ولا في  غيرنا والقريبة منها ..المأساة الحقيقة فينا نحن ..في عقولنا المتحجرة وقلوبنا المتحجرة ..في عقولنا المضر بنا أولا وقلوبنا القاسية الظالمة المظلمة ..المأساة الحقيقية في النوايا الخبيثة المخططة والمجهزة للكوارث والحيل الشيطانية الجهنمية ..المأساة الحقيقة ما تأتي من تهورنا وكفرنا واهمالنا وتقصيرنا..من حقدنا وحسدنا وغدرنا..من خيانتنا وخداعنا.. من بخلنا وكسلنا..من الكثير فالمأساة ساكنة بباطننا الذي لو التفتنا اليه الالتفاتة السريعة جدا لرؤينا ووجدنا الحل لمأساتنا التي لم ترد الانتهاء ولا الاعلان عن النهاية فهي مستمرة باستمرار الظلام والسواد المسيطرة الساكن فينا . 

ما تفعله بنفسك وما هي عليه بفعلتنا وعملنا وبفعلتهم وعملهم وما فعلوه وعملوه معنا قد ساهمنا فيه بالتساهل بالتهاون بالاستسلام بالقبول بالصمت والسكوت ..مأساتنا ليست في النوم الغائب والنهار الذي ليس له نور والحياة التي ليس لها طعم ولا ذوق ..مأساتنا في نفسيتنا التي لا تريد التحسن وفي جلبنا للذي يوجعنا ويؤلمنا ..مأساتنا بيدنا أنجبناها وبيدهم أنجبوها ..مأساتنا عقابنا الغير شرعي لأنفسنا. 

متى تسبب في معاناتك عدوك الغير وعدوك نفسك قلبك عقلك نواياك أفكارك..ومن تسبب في مأساتك القدر الذي أراد لك الخير واختبرك ليعطي الكثير ولكن غبائك وجهلك جعلك في قلب المأساة بشكل دائم ومستمر بلا انقطاع .. ما نحن فيه وما نمر به وما نعيش لنا يدا فيه بكل تأكيد وبالدلائل والبراهين القاطعة التي لا تحمل أيها شك 

المأساة الحقيقة هي عدم رضانا وعدم قناعتنا وعدم ايماننا وحمدنا وشكرنا لما نحن عليه..مأساتنا الحقيقية من شرنا ويأسنا واستسلامنا وضعفنا وخوفنا..مأساتنا الحقيقية لم تخرج من كياننا الخاص جدا ..مأساتنا الحقيقية نحن قبل هو وهم ..مأساتك الحقيقية في تلك النظرة السلبية التشائمية ..في التفكير السيء والعمل الأسوأ في التغافل والطيش ..في النظر الى ما عند غيرك والانشغال به ونسيان النعم التي عندك ومعك كل هذا سبب مأساتنا الحقيقية التي لا نراها ولا نود رؤيتها فنعاني أكثر من اللزوم. 

المأساة الحقيقية في العمق الذي بداخلنا وما يخرج منه لا في المحيط والسطح الذي حولنا وأمامنا وما نظهر عليه ...ولك أن تتخلص من مأساتك بالايجابية والتفاؤل والاصرار والارادة والحماس نحو الانتقال الى الأفضل والأجمل. 



Garanti sans virus. www.avg.com

إرسال تعليق

0 تعليقات