Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

القلب قبل العقل يختار

ان اختيار القلب كثيرا ما يكون مسألة غير ارادية فيختار القلب دون تفكير أو تركيز أو تدبير أو تدقيق أو دراسة مسبقة وانما يكفي ميول القلب وارتياحه للشيء المقبل على اختياره فيكون الاختيار في الحال دون حالة الى وقت أو هدوء أو الى طريقة وجلسة وطقوس ليقول القلب كلمته فالقلب هنا لا يتردد ولا يعيش الحيرة التي يقع فيها العقل فيكون اختيار القلب سريع ولا يحمل التأجيل وانما التعجيل مع القلب في الاختيار يرافق. 

ان العقل عكس القلب تمام فهو يأخذ كل الوقت المتاح ليقول كلمته وقراره الذي من المفروض ومن المنطقي يكون قرار راجع وحكيم ورزين ولا يشوبه أي مسببات الندم والهلاك والدمار والخطر ..الا أن العقل له أن يخطأ وله أن يتسرع ويسرع في الحكم على الشيء قبل معرفته أو اعطاء ما يقدم له الملف الخاص عنه وهنا حاله حال القلب الذي كثيرا ما يخيب الظن ويوقعنا في بركة ندم شديدة تغرق وفقط. 

لك أن تعتمد على القلب في الاختيار ولا بد من حضور القلب ويجب أن يبدي رأيه ويقول كلمته التي بالفعل نحن لا نستغني عنها وبحاجة اليها ولا يمكننا الاختيار بدونها نهائيا الا أن اعتمادنا على القلب لا يكون الاعتماد الواحد الوحيد الذي فيه نكتفي بالقلب وفقط وكأنه هو العقل والشيء الذي فيه ل الصواب والصحيح والسليم الا أن لا يكون فلا بد من دخول رأي وقرار وكلمة العقل الى جانب القلب في الاختيار والذي يلجأ اليه الكثير أنهم يكتفون بالقلب فيعتمدون عليه كل الاعتماد ويسمعون كل ما يقوله ويطبقونه كما يجب بكل حرص وحذر عكس الذي يحدث بيننا وبين العقل. 

القلب قبل العقل يختار باختيارنا وعدم اختيارنا...القلب قبل العقل يختار بارادتنا وبدون ارادتنا فالقلب يفرض وجوده كما العقل يفرض وجوده وحتى ما يمليه علينا الا أننا دوما نسبق القلب عن العقل وذلك بالدور الفعال الذي يلعبه الاحساس والشعور اللذان هما من جعلنا من القلب الأول والعقل الثاني عند الكثير وهذا ليس هو الاشكال أو المشكلة فلا يهم من أولها المهم أن العقل حاضر والقلب حاضر وبينهما الضمير الحي ..أما المشكلة تكمن في حضور القلب وغياب العقل..أو حضور القلب وطرده للعقل بدراية وموافقة منا تهلكنا وتضرنا بكل تأكيد. 

لك أن تعطي لقلب بعض الصلاحيات التي من خلالها يختار ويقرر ولكن ليس جميعها ولا بد من اجتماع القلب والعقل وجلوسهما معا واتحادهما ليكون الاختيار ذلك الاختيار الصحيح السليم الذي يكون النفع والفائدة والخلاص لصاحبه لا عكس ذلك. 

كثيرا ما يصيب القلب فيختار الجيد والممتاز وكثيرا ما لا يصيب القلب فيختار السيء فهنا القلب قد يصيب وقد لا يصيب وهو بحاجة الى العقل ليرشده ويوجهه ويصحح الأخطاء التي تصاحب مرحلة اختيار القلب ويمنعه من التسرع والتهور الذي كثيرا ما يقع فيه القلب وتكون النتائج جد قاسية ومرفوضة تمام ولا تناسب ولا ترضي ولتجنب كل هذا للقلب أن يستدعي العقل ويكونا اللسان اولاحد واليد الواحد والعمل الواحد والاختيار الواحد فلا بد من الاتفاق بينهما وان لم يكن ذلك يكون التردد والتوتر والحيرة التي تضيعنا وتبعدنا عن مواطن الكسب والفائدة . 

متى جعلت من القلب هو الذي يختار تكون قد ظلمت قلبك وعقلك ونفس في نفس الوقت فلا اختيار للقلب الاختيار الكلي البحت الشامل.

Garanti sans virus. www.avg.com

إرسال تعليق

0 تعليقات