Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

خادمة البيوت_9

 

للانسان جزء الانتقام بداخله  هناك من يتحكم في هذا الجزء بسهولة ويموت مع الوقت بنسيان الشيء الذي كون له الانتقام , وهناك من هذا الجزء عنده يكبر كثيرا يكون جزء كبير جدا لا يستطيع التحكم فيه والتغلب عليه, ويخلق بداخله شيء أخر ذات تفكير أخر يدفعه الى التخطيط وفقط في الانتقام الذي لا يهدأ بركانه الا باطلاقه واخراجه في شكل ضرر يلحق بالغير ويلحق بالشخص المنتقم ذاته وهذا ما لا ينتبه له ويدركه المنتقم , فعقل المنتقم يدبر فقط في الانتقام والانتهاء والتخلص من سكين الانتقام الذي يجرحه ويسبب له ألام في باطنه ويتم علاجها بالانتقام لا غيره. 

حقد الخادمة ستيفانا الأجنبية على تصرفات واهانات واستحقار واستعباد العائلة العربية التي تعمل كخادمة عندهم كبير جدا ..فالممارسة والمعاملة السيئة التي تطبقها السيدة ليليا بالأخص وبالمقدار الكبير على هذه الخادمة صاحبة الذكاء الحاد الى خلق انسانة تسعى وراء الانتقام لا محالة..ولا بد من الانتقام وبأقل شيء وبالتركيز على من تحب وهم أولادها .. وهذا الجانب الذي ركزت فيه الخادمة ستيفانا في التفكير والتخطيط له. 

للسيدة ليليا رضيع صاحب الثمانية أشهر وبنت في الرابعة عشر من عمرها , وابن الأكبر يدرس في الجامعة الأمريكية  

 كان تخطيط انتقام الخادمة منصب على الرضيع والبنت التي بدأت تطبق عملية الانتقام عليها بشكل تدريجي وعلى مراحل. 

مع كل كلام وتصرف يصدر من ليليا ويألم ستيفانا كانت في البداية تفرغ غضبها في الاسراع الى المطبخ والقيام بالتبول في العصير أو المشروب الذي تود تقديمه للعائلة. 

هذا ليس بالتصرف اللائق والصحيح  غير أن ستيفانا كانت تشعر بالسعادة والراحة وهي تقوم بها . 

..لذة الانتقام كبرت عند ستيفان وشجاعتها في مباشرة ومواصلة الانتقام فاقت حتى تصورها وتوقعها هي . 

الرضيع لم يسلم من هذا الانتقام ..كانت الخادمة تضربه دون شفقة وبشدة عند بكائه وحتى هدوئه وتمتنع عن اطعامه وبالأخر في أوقات تواجد ليليا خارج المنزل. 

أما البنت ريان فكانت تلعب معها على وتر أخر من حيث التأثير عليها في جوانب تهلكها وتضرها وتسرق منها البراءة اللامعة. 

بدأت ستيفان تقترب من ريان خفية عن  والدتها التي دوما تمنعهما من التقرب والتواصل مع بعضهما البعض. 

فلستيفانا صديق من بلدها تتواصل معه عبر الأنترنات بين فترة وأخرى وبالأخص في أوقات غياب ملكة المنزل..فكانت الخادمة تطلب من ريان أن تمنح لها الكمبيوتر الخاص بها والمتواجد في غرفتها للتواصل مع الصديق جوري , وفعلا كما توقعت ستيفانا قبول البنت ريان الخجولة المؤدبة والمتخلقة بذلك واخفاء الأمر عن السيدة ليليا. 

اتفقت ستيفانا مع صديقها من أجل اسقاط ريان في مصيدته, فكلما كانت الخادمة تدخل في مداخلة فيديو مع صديقها كانت تنادي ريان بحجة أنها تعرفها على صديقها وتطلب منها أن تلقي التحية عليه .. ومن هنا بدأ الأمر يتطوربينهما وخرجت ستيفانا التي كانت طرف ثالث فصار هناك طرفين وعلاقة بين شخصين والثالث بينهما يتأمر مع احدهم بالسر. 

استطاع جوري صديق الخادمة من التأثير على العقل النظيف والروح الطاهرة التي تمتلكها ريان والسيطرة عليها كل السيطرة بكلام الحب والكذب والخداع واستغلال البراءة الفائضة الصاعدة النادرة. 

تغيرت كثيرا ريان للأسوأ ..حركاتها.. تصرفاتها.. أفكارها..أسلوبها..لبسها..كل شيء غيرته وتغير عندها وتغيرت معه. 

تعلمت وتعودت على الذي يضرها ولا تدركه وفي مشوار وطريق الانحراف ذات الدرجة الأولى هي تسير ولا تعي ذلك . 

الجنس والعلاقة الجنسية التي لم تكن تعرفها صارت تعرفها وتمارسها مع جوري عن طريق الأنترنات وهو كان يصورها عند كل محادثة معه عارية وهي تتعرى وتطبق كلامه حرفيا وتدخل في غيبوبة الشهوة الكاذبة الرديئة..يصورها للضغط عليها من خلال استعمال التهديد في حالة الخروج عن طاعته والامتناع عن الامتثال لأوامره. 

...وستيفانا من بعيد تتأمر مع الصديق وتأمره وتعلمه بالخطوة التي تلي السابقة ما هي وماذا يفعل مع ريان. 

في الأخير أوهمها بالزواج بعد أن جعلها تحبه كثيرا وتتعلق به لدرجة لا توصف وهذا ما جعلها تفرح بعرضه للزواج الكاذب الوهمي الذي ليس له أي أساس من الصحة . 

..قامت ريان بتطبيق أوامر جوري وفي ليلة باردة ومظلمة جدا من ليالي الشتاء المخيف بعد أن جمعت ريان أغراضها في حقيبة كان بقلبها مجوهرات وذهب والدتها التي سرقتهم وأموال ابوها المتواجدة بخزانته وهي سعيدة ومستعدة كل الاستعداد للمخاطرة والتضحية من اجل شخص وحب مخادع . 

لم تكن ريان تعي لما تفعله فهي وقعت في خدعة كبيرة ومصيدة لن تخرج منها سالمة. 

كانت الخادمة على علم بهروب ريان وحتى هي من أخذتها من البيت ليلا وأوصلتها الى شط البحر أين كان هناك قارب بانتظارها لنقلها الى صديقها كما أوهموها مقابل اعطائها المجوهرات والأموال المسروقة الى صاحب القارب الذي سوف يصطحبها الى مكان حبيبها.. وأخذت الخادمة نصيبها من المسروقات الثمينة ورجعت الى البيت وكأن شيء لم يكن وريان سارت في طريق الخطر الذي لا عودة ولا هروب منه . 

وفعلا وقعت ريان في حيرة وخطر بعد أن تركها صاحب القارب في نصف الطريق. 

بحث الأهل على ابنتهم لكن بلا جدوى لا أحد يعرف مكانها وليس لها أثر ولا وجود لمدة طويلة جدا..ان كانت حية أو ميتة لا أحد يعرف  وحتى لم يجدو لها جثة. 

بعد أن رأت الخادمة الألم والحيرة الكبيرة التي غرقت فيها العائلة بسببها وهدأ انتقامها واقتنعت ورضت بالثأر الذي أخذته تركت العمل ورحلت مع سرها والحقيقة التي يحتاجها الوالدين تاركتهم في حالة صعبة ولا توصف  لعظمتها. 

بقيت استفهامات كثيرة مطروحة ولا مجيب لها والمجيب رحل ومفقود وبقي سوى الألم يكبر  وضاعت العائلة وضاعت ريان ضحية انتقام لا داعي له ومنه. 


إرسال تعليق

0 تعليقات