Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

عبادة الجسد " اقرأ " 75

عند سماعي لهذا جاء بفكري وصوب عيني مباشرة حادثة موت الرجل الذي كان سببه بنته التي...والله لا أحب أن أتذكر ...من لحظتها كرهت البنات ومن رفقتي لهم كذلك.. 

من عبادتي وعبادتهم هن ..لم أصر أتمنى أن أرزق ببنت.. 

رقية تسألني لماذا لم تعد تحب البنات ؟...ما السبب ؟... 

وأنا بفاجعة موت الرجل يومها...وبالقصة التي حكاها لي أحدا  بالمصحة  كنت غير مركز معها. 

فرجل معي بالمصحة ابنته حملت وأنجبت ولد غير شرعي وهو يتعاطى المخدرات هذا الأب وهي كذلك...وبدون أن يعلم وجد حقنة بالبيت استعملها في حقن نفسه بالمخدرات, وهذه الإبرة ..الحقنة كانت لابنته المصابة بالايدز , وعلى إثرها انتقلت له العدوى وأصيب بنفس مرضها.. 

تذكري لهذا جعلني أتصرف بغباء وأحاسب وألم رقية عن شيء ليس بيدها , فالرازق الله والأولاد هدية إن كان ولد أو بنت.. 

...اندهش الكل لردة فعلي التي كانت قولا وفعلا.. 

قلت للزوجة الصالحة..وبصيغة الأمر وجهت لها الكلام.. 

الآن اذهبي وأجهضي البنت...لا أريد هذه البنت أن تأتي إلى هذه الحياة وتكون ابنتي فهمتي ...هل فهمتي؟...  

رقية كانت سوى واقفة فاتحة فمها وبعدها وضعت يدها على فمها.. 

وأنا أقول ...إن لم تتخلصي من هذا الحمل أنا سوف أخلصك منه..ومن يدها بشدة مسكتها وكنت سآخذها إلى المطبخ أين كنت سأسحب السكين وأحاول تمزيق بطنها , وإخراج الجنين وبيدي أقتله.. 

فرحات خاف..خفت أن تعاقبني الدنيا والزمن وعبادتي للجسد بابنتي وللجسد تعبده مثلي..خفت وخوفي لم يكن له أي داع لأني ببساطة لن أعيش خمسة عشر سنة أو أكثر وأرى أفعال ابنتي  

....تصرفاتي لم تكن منطقية.وأنا أجر رقية إلى المطبخ وهي تقاومني بكل ما تملك من قوة  كنت أقول.. 

أنا مصيب بالايدز وأنتي معي والجنين حتما..على اثر هذا الكلام توقفت رقية عن مقاومتي ومعها أنا توقفت بعد أن بدأت أشعر بدوخة  أرضا أجلستني... 

...عيناها وديان تسيل ويديها الاثنين ببطنها وهي لحرف لالا تقول وتردد...بصوت منخفض إلى صوت مرتفع قلت: 

نعم ليس لنا حياة بعد اليوم...وأنا سأنهيها لي ولكم , والى المطبخ مسرعا دخلت لأسحب سكين لأضع حدا لحياتنا جميعا 

بمجرد دخولي أخذت رقية  المفتاح الذي معلق أمام الباب وبسرعة تفوق سرعتي نزلوا وركبوا السيارة..فسيارتي عند دخولي للمصحة تركتها عند رقية ...كانت تستعملها وفي هذا اليوم كان بمسائه لا بد أن تسلم رقية السيارة إلى المشتري ...باعتها لأننا كنا محتاجين وراتبها لم يغطي كل المصاريف... 

حاولت اللحاق بها ..بهم..لكني لم ألحق بهم ..كانوا سبقوني..تأخرت..لم أكن أعي لما أفعله.. 

وأنا بوسط الشارع واقف أنظر ..أتوقع الاتجاه الذي سلكته رقية ومعها الأولاد .. وصل الى أذني .الى سمعي صراخ كان كصراخ الحزن وأن أحدا مات .. 


إرسال تعليق

0 تعليقات