Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

عبادة الجسد " اقرأ " _70

قبل أن ينتهي الأسبوع اتصل بي رئيس التحرير بالجريدة وأعلمني بضرورة وجودي بالجريدة على الساعة واحدة بعد الظهر..ذهبت..لم أتفاجأ لقرار فصلي من الجريدة, فطبعا الجريدة لحقت وبسرعة للحفاظ على كيانها ومركزها.. 

لم أخبر أحد بقرار الفصل...ماذا أقول ؟..ما سبب الفصل ؟..ليس لصالحي أن أقول وأشفي بهذا الخبر..برجوعي للبيت...أمام العمارة كان ينتظرني رجلان من الذين كنت ألعب القمار معهم بالدين..ديني معهم  تفاقم وهم جاءوا يطالبونني بتسديده عاجلا..وعدم تسديدي سيدفعهم إلى تسليم وصلات الأمانة والشيكات إلى الشرطة.. 

المصائب كانت تنزل عليا الواحدة تلو الأخرى مباشرة, أخرج من مصيبة تلحق..أقع بالثانية دون إعطاء فاصل استراحة.. 

لم تكسبني عبادتي للجسد التفكير في حل للمصائب التي أنتجها جسدي بعبادتي له وطاعتي..لم يكن لي مخرج أخر ..لجأت إلى بيع بيتي الذي هو عندك يا مدينتي..فنزلت بأحد الأيام بعد أن وجدت مشتري لبيتي الذي بنيته لسنين من الجهد والعمل وبمال الحلال..ومع بيع لبيتي وأخذ ثمنه إلا أن الدين لم يكتمل بعد ثمنه الإجمالي.. 

ضغوطات أصحاب الدين..الدائنين..المهلة القصيرة التي منحوني إياها دفعت بي إلى ارتكاب جريمة جديدة وهي النصب والاحتيال.. والتصرف بأملاك الغير..هذه الجريمة التي لم أعاقب عليها بالأرض التي بها ولدت وكبرت ..بك يا سطيف قمت بها...من أقرب شخص لي بهذه الحياة نصبت وتحايلت ..أذكر للمرة الثانية من بيع بيتي...عدت إلى أرضك ثانية..كمجرم جاء لينفذ جريمته..جئت..إلى بيت أمي ...عند أمي قاصدا الزيارة أين أمضيت معها يوم كاملا..ونحن جالسين نتحاور ونتكلم ..هي تعاتب وتلوم..بالعفو والسماح ..التبرير والكذب كنت أرد على عتابها ولومها.. 

..عندما تأكدت أنها عني رضت وسامحتني ونست الذي حدث وصدر مني أغضبها وأزعجها بصعوبة..سحبت..أخرجت من جيبي أوراق..الورقة التي كان مضمونها أن أمي عملت لفرحات توكيل من أجل بيع البيت التي هي تقيم به..وبحكم أن أمي لا تعرف لا الكتابة ولا القراءة...لعبت..استغليت أنا هذه النقطة وأوهمتها أن موضوع الورقة هذه يضم حقها في انتقال راتب أبي المتوفى الشهري إليها.. 

وضعت بيدها القلم وطلبت منها أن تمضي في المكان المحدد..وبعد منحها لي توقيعها صرت أقنعها أكثر بأنني أنا ذاهب لأرسل هذه الورقة إلى الشركة التي هي بفرنسا التي كان والدي عاملا بها..والشركة ستمنحك مبلغ من المال ناقص قليلا عن الراتب الكلي الحقيقي الذي كان يتقاضاه أبي.. 

..ولأني أنا ابن أمي..أمي صدقت كلامي وحتى أنها شكرتني..فهي لم تجد أحد يتابع لها هذا الموضوع .. 

بذلك التوكيل أنا بعت البيت الذي والدتي مقيمة به..وثمن البيت ضممته إلى ثمن بيتي وبهذا الدين دبرت منه الكثير وبقي إلا جزء بسيط.. 

لم أصبر وسحبت جزءا قليلا من مال الدين..وذهبت إلى بيت الدعارة أين قضيت ليلة ولا أروع.. 

بتلك الليلة حدث شيء غريب بذلك البيت..كان أحد الرجال الذين ترددوا وزاروا البيت بتلك الليلة مات بعد تعرضه لأزمة قلبية..سبب هذه الحادثة هو أن الرجل الذي مات الفتاة التي كان معها بالغرفة كانت ابنته.. 

دخل غرفة أداء الزنا وهو لا يعلم أن التي بالغرفة ..التي سيمارس معها عبادته للجسد ستكون ابنته..التي كانت ترتدي سوى ملابس داخلية وبيدها كأس خمر..فبمجرد رؤيته لها سقط ومات... 

هذه الحادثة أنهت الليلة وجعلت الموجودين الكل يهربون من ذلك البيت وأنا منهم.. 


إرسال تعليق

0 تعليقات