Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

عبادة الجسد " اقرأ "_68

نعم أنا لم أكن أجلس معهم دائما وكثيرا..كنت أرى أن وجودهم مثل عدمهم..كنت أظن هكذا..هكذا ظننت..لكن..نعم وجودهم كان يريحني ويشعرني بالأمان وبأني لست وحيدا.. 

فعندما رأيتها تهيأ نفسها للرحيل والبعد عني ..لتركي ..كنت كالمجنون..كل طرق التوسل وطلب السماح لجأت إليهم واستعملتهم..وهذه المرة تحججت بالأموات..بررت لها رجوعي سكران..سبب حالتي البارحة هو وفاة أبي ..غيابه الأبدي هو الذي أوصلني إلى هذه الحالة..فلجأت إلى قارورات الخمر ظنا مني أنني أنسى وأتغلب على حالتي .. 

قالت لي: 

هناك أشياء كثيرة تحصل وحصلت وراء بعضها البعض ..غريبة كانت ولم أجد لها مفسر وشرح منطقي..أنا لم أعد أحس بالأمان والطمأنينة.. 

شيئا فشيئا أقنعتها مبدئيا بأن تبقى بالبيت هي وأدم وعلي.. 

هان عليها كل شيء إلا دموعي التي نزلت صدقا , وحقيقة أمام أشياء كثيرة ومزيفة..أمام هذا ..مع كل هذا عاد فرحات إلى عادته القديمة.. 

عندما كنت أعود إلى البيت بحالة سكر ..صار الجيران يجروني إلى البيت وأسوأ الكلام بسببي كانت تسمعه رقية منهم.. 

...لم تجد رقية وقتها حل..لم تستطع الرحيل فضلت مواجهة مشاكل بيتها..فأين ستذهب ..إلى زوجة أبيها أو إلى أشقائها الذي كل واحد ببيته مع حياته الخاصة.وحتى إلى والدتي لم تتجرأ للذهاب..فماذا كان سبب تركها لمنزلها؟..لم ترد إخبار أمي بحالي..فكانت تفكر بفرحات قبلها هي.. 

أولادي أدم وعلي الخوف مني أبعدهم وأنهى القرب الذي كان بيننا...صداقتنا لم يعد لها أثر ووجود في مثل هذه الظروف التي أوصلتهم أنا اليها.ومسؤوليتي اتجاههم تحملتها وقامت بها الأم والزوجة رقية.. 

..بيتي وعلاقتي مع أسرتي كانت مكهربة جدا..وأنا من شجعت على استمرار هذا التوتر وهذه الكهربة خلقت بفعلي.. 

لم أقدر المعاناة التي كانت تعيشها زوجتي وفوق هذا كله في أوقات عملها وفي أوقات فراغي كنت أستضيف شروق عندي, وفي غرفتها كنا معا نعيش المتعة التي أماتت عندي اللازم والعيب والمفروض..وحتى عند وجود شروق وحدها ببيتهم كنت إليها أذهب وبعبادة الجسد ..من جانب الزنا معا نمارس بجميع الأمكنة وتحت اسم استغلال الفرص والوضع.. 

واصلنا..إلى أن جاء اليوم ..مسكتنا رقية أنا وشروق على سرير واحد وبوضع لا أحد ولا هي يتمكن من الرؤية والمشاهدة..رؤية بشاعة الخيانة.. 

لن أنسى ذلك اليوم الذي وقعت فيه رقية فاقدة الوعي على الأرض بعد مشاهدتها بأم عينها لخيانتي ومع من ؟..مع جارتها..ومع بنت المفروض أب لها أكون والحامي والحافظ.. 

لن أنسى المرض الذي أصابها..الذي أصيبت به بسببي..بمرض السكري بدرجاته الأخيرة بشكل دائم أصيبت.. 

لن أنسى معاناتها مع هذا المرض..ووصولها إلى الموت عدة مرات لولا ابر الأنسولين التي ساعدتها على المقاومة والالتحاق بجلب من هذا المرض الروح.. 

وقتها..أين تذهب ؟..لم تذهب...لم أسمح لها بالذهاب بعد أن طلبت الطلاق مني..بعد أن كانت كل ما تراني تطلب أبغض الحلال..لكن أنا لم أكن أسمع إليها.. 

كلما..كلما تراني تزورها نوبة السكر القوية..من هذا ..من أجل صحتها .اضطررت إلى مغادرة المنزل والرحيل.. 

...بأصعب الأيام تركتهم...أتذكر اللحظة التي كان فيها أولادي يضعون رأسهم على رجل والدتهم وهم يبكون ويتوسلون بأن تبقى ..بأن لا تتركهم وان ذهبت لا تنسى ..لا بد من أخذهم معها. 



Garanti sans virus. www.avg.com

إرسال تعليق

0 تعليقات