Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

عبادة الجسد " اقرأ " _65

هناك من يقول أولاد..لكن عند اللازم والصعاب والشدائد والمصائب لا يكون هناك أولاد..حينها يكتشف الوالدين أنهم لم ينجبوا بحياتهم وليس لهم أولاد..هكذا أحست وعاشت أمي.. 

..تمنيت لو أنهم دفنوني قبل أن أدفنهم...يا ليت ..لو كنت دفنتهم أنا..أحباب الله كانوا أحسن مني وأقرب من الأقرباء.. 

بكائي تحول إلى ضحك طويل...ضحك على حالي ومآلي وحتى عند انقضاء أجل الضحك أنا كنت أبقى ..باق أضحك... 

...موت والدي أرجعني إلى الواقع والحقيقة التي غابت عني وأنا أعبد الجسد...الواقع الذي هو أن كل نفس زائرة الموت أجلا أم عاجلا.. 

كنت أحسب..أظن أن الأسرة بها قلب فاقد للجسد...لكن بعد رحيل أبي أدركت وعرفت أن جسد الأسرة هو الأب.. 

آه...آه...آه...خانتني الدنيا والأيام ولم يمكنوني من رؤية والدي الغالي لأخر مرة.. 

قالت لي رقية: 

أنه مات وهو كان يتمنى دائما ومنذ فترة أن يراني ويقضي معي بعض الساعات قبل أن ترحل وتهجر الروح من الجسد أبديا.. 

نعم حزنت وحبست نفسي في غرفة لكذا يوم...قل عندي الأكل والشرب ومعهم النوم. 

لم تكن عندي الشجاعة التي مقياسها الروح المتشبعة بالتقدم , والمواجهة والنفس المفتقدة للخوف... 

...فضلت البعد ولم أظهر نفسي للناس التي كانت تقلب يديها لغيابي عن جنازة أبي.. 

..لم أدس على خوفي الجبان والى روحي الثانية والدتي العزيزة لم أذهب...لم أواسيها ولم تواسيني.غضبت مني ولم أبادر أنا إلى إرضائها ومساعدة بعضنا البعض على النسيان وتجاوز المحنة.. 

الذي عملته هو أنني أخبرت رقية عن سبب عدم حضوري ووجودي في الجنازة وذلك بجلب قصة جديدة من مؤلفاتي الغير صحيحة والتي كانت: 

...أنني بعد أن اتصلت بها أنا كنت قد خرجت من الاجتماع..توجهت لشراء وجبة لأكلها..وأنا بالطريق أقود فمن كثرة تعبي لم أركز ونقصت عندي الرؤية, وهذا ما جعلني أوقف القيادة.. 

...من مكان السيارة إلى المطعم في حدود كيلو متر ونصف مشي.. 

..على قدمي فضلت السير ..وأنا أمشي وبدون أن أرى بوضوح..قطعت الطريق وكانت هناك سيارة مارة فخبطتني, ومن لحظتها وأنا بالمستشفى إلى اليوم الذي عدت فيه..فحمدا لله كانت هناك كسور خفيفة.. 

هذه الحادثة نقلتها رقية للوالدة ولكل المعارف والناس الذين كانوا يكثرون السؤال عني وحول غيابي عن الجنازة..وطبعا هناك من اقتنع ومرت عليه القصة وهناك لا.. 

لم يكن يهمني الناس..الذي كانت تهمني والدتي التي بالصمت القاتل كان ردها على ما حكته رقية عن لساني.. 

ساعدني النسيان على تجاوز حزني وشدة وفاة والدي, والى حياتي العادية رجعت. 

   " ...ففعلا النسيان نعمة من الخالق"... 



Garanti sans virus. www.avg.com

إرسال تعليق

0 تعليقات