Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

عبادة الجسد " اقرأ "_ 64

أمضيت ثلاثة أيام ..فوق الأربعة أيام...أسبوع وأنا بعيد ولا أحد يعلم عني شيء ولا أنا أعلم عن أهلي شيء...بالهارب كنت..من نفسي هارب..من الواقع هربت..هارب من كل الناس.. 

بهذه الأيام الثلاثة ..رغم تعبي وضيقتي ..لم أفكر..لم أبادر ...لم أتوجه إلى التقرب من الله..إلى أن أشكوا إلى الرب ..تركت هذا الطريق والى سماع الموسيقى ..إلى دعوات عبادتي للجسد استجبت وركزت وطبقت.. 

بهذه الأيام..احتضن..رحب القبر بمقيم جديد بأرضه ومسكنه..هذا المقيم كان أبي عبد السلام سلامات.. 

في اليوم الموالي...باليوم الرابع ..بالصباح الساعة السابعة أقلعت من العاصمة باتجاهي إلى برج بوعريريج.. 

عند وصولي إلى البيت لم أجد  أحد به..لا رقية ولا الأولاد...بهم اتصلت..خبر وفاة والدي..مر على جنازته سبعة أيام...أخر واحد سمع ووصله الخبر كنت أنا..لم يكن أبي مريض...بالمسجد توفي..وهو ساجد لقط أنفاسه الأخيرة...ما أجمل نهايته..بهذه النهاية أنا اشتهيت وتمنيت..لكن كيف تكون النهاية هكذا وأنا لي كذا سنوات لم أدخل المسجد ولم أؤدي فرض الصلاة.. 

..عبادتي للجسد لم تتح لي وقت للصلاة..وان صليت فالصفاء ليس موجود.. 

...لا لا أنا الذي لم أمنح لنفسي فرصة أن أصلي ...كل شي ..الذي لصالحي ...فات الأوان...قبل فوات الأوان أقفلت الأبواب.. 

نسيت أنه هناك موت..أن هناك نهاية..أن هناك عقاب... 

نسيت أني إنسان لست بأبدي ولن أعيش مدى الأزلي..العمر كله.والحياة كلها بجميع مراحلها وعصورها وأزمانها... 

في الموقف..في الوقت الذي أؤدي فيه واجبي الحقيقي مع والدي للأسف لم أكن.فالقريب ..البعيد..الجار..الصاحب..الكل مشوا في مراسيم جنازته إلا ابنه الوحيد فرحات الذي هو لا يزال متواجد بالحياة وعلى قيدها..وبغيابي بأهم وقت ويوم...من هذا لم أستطع دخولك يا سطيف..فمادام لم أكن باللحظات الأولى ..فماذا أفعل الآن.. 

اعتبرني الكل أنني متوفى..ميت وأنا مازلت حي أرزق.. 

...أنا لا ألوم أحد على اعتباره هذا , فمهما قالوا ومهما يقولوا فهو بالقليل عليا..فجزائي أكبر بكثير من الكلام.. 

أمي غضبت عليا جدا..كانت كثيرا محتاجة لي.. 

بكائي يا مدينتي..يا سطيف ليس بدموع شفافة وإنما دم وألام وأهات ولحم يتقطع لم يشفيهم الوقت..ويا ليت الموت يشفي فان أنهاني وخلصني من الدنيا فبالآخرة يضمن لي حسابين.. 

مع سماعي لوفاة والدي, لم أستطع وقتها الذهاب إلى بيتنا بسرعة..إنما البكاء والحزن سبقوا مجيئي بسرعة وقدومي السريع.. 

بأصعب الأيام التي كانت أمي تمر بهم ..أنا كنت بعيد, لكن والله يا مدينتي كنت أتألم جدا وكثيرا ولم يغب الوجع عني ولو للحظة.. 



Garanti sans virus. www.avg.com

إرسال تعليق

0 تعليقات