Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

عبادة الجسد " اقرأ " 55

بعد كل هذه الأكاذيب...أكاذيبي...بتأنيب الضمير كانت رقية تتصارع مع ضميرها..بقي أمامي لحظتها إلا أن أخذ بالحنونة وفي حضني تنام..وهذا ليس خوفي عليها.وانما لتنسى الموضوع كله وتقفله بمفتاح لا يفتح ثانية.. 

نجحت..فعلا ..تمكنت من أن أنسيها ..وهكذا صرت أخذ الراتب دون أن تسألني ماذا فعلت به ؟ وعادت بعض الشيء بيننا وفي وقت قصير إلى عادتها وقللت من أسئلتها الكثيرة.. 

بدأت أنا أمر بفترات صعبة عندما منعوني الجماعة التي ألعب معهم القمار اللعب ثانية, إلا أن أسدد ولو الجزء القليل من الديون...أو إحضار المال للعب ..فوقفوني عن اللعب بالدين.ووقتها كان لا بد لي من تحصيل المال وجلبه, ولم يكن أمامي أحد سوى رقية أشكي وأبكي لها بتنزيل قطرتي دمع.. 

رجعت إلى البيت...عملت نفسي بأنني في ورطة كبيرة ومصيبة لم أجد لها حل ولا مخرج.بالتلميحات وامتناعي ورفضي للأكل , ودخولي غرفتي وغلق الباب عليا أوصلت فكرة أن فرحات منزعج إلى ذهن رقية...رقية التي لحقت بي وهي تعاند ومصرة إلا أن تفهم ما صابني  ولما أنا هكذا.. 

حضر الكذب عندي بعد هذا السؤال...بكذبة جديدة أخبرتها بأن الرجل الذي حكيت لها عنه من قبل, الذي اشتريت من عنده المنزل الذي على شط البحر, قد جاء وهددني بأن إن لم أدفع المبلغ المتبقي في صباح الغد سيقدمني إلى العدالة برفعه دعوى ضدي, وبأنه سيتم سجني.. 

تمكنت من البكاء الذي أظهرت سببه ألا وهو كيف أترككم لوحدكم, وبأنني سأخسر مهنتي عند دخولي للسجن.ورقية دون تفكير ..وبعد سماعها لكذبي لم تتحمل انهياري وانهيار أسرتي.إلى الخزانة اتجهت..فتحت الصندوق..حملته وأمامي وضعته وقالت لي: 

خذ صندوق ذهبي ..وأنت خذ الذي يلزمك وتحتاجه لتسدد ديونك. 

حظر الطمع عندي لحظتها وبدأت أقول من غير الممكن أن ألمس ذهبك ومجوهراتك  وصيغتك التي ليس لي حق فيها وهي بأمري بأن أخذهم لم تتوقف... 

وضعت يدي بقلب الصندوق وعلى الحزام الذهبي كانت يدي  

...حملته رقية لهذا الحزام.وبمنديل..في قطعة  قماش وضعته  

وقالت لي: 

خذه ..لك أن تبيعه وبثمنه تسدد دينك , فهذا الحزام الذهبي ذهبه قديم...فلو بعته لن يمنحك البائع ثمنه الحقيقي لكن ثمنه غالي جدا.. 

فهل دينك أنت كبير؟... 

نطقت بسرعة ..نعم كبير وممكن أنني ألجأ إلى بيع السيارة.. 

ردي هذا ...كانت هذه صيغتي في الرد لكي لا تطلب مني أن أرجع لها الباقي. 

لم أصبر ...لم أنتظر حتى الصباح.. 

رقية: 

أين ذاهب الآن, فالمحلات أكيد مغلقة فأترك الأمر للصباح الباكر إن شاء الله..اذهب وبعه وبعدها اذهب وادفع لذي الحق حقه المتبقي والكامل.. 

حظرت إلى  لساني بسرعة خدعة جديدة..تأليف لم أتعب فيه 

..لا هناك شارع مخصص للذين يشترون ويبيعون الذهب, وهؤلاء المحلات لا تغلق إلا لوقت متأخر ولساعات الأولى من الصباح فاقتنعت وبالمعارضة لم تبادر ولم تتطرق... 

حملت أنا المنديل الذي به الحزام الذهبي والى مقر القمار ذهبت.. 

مقابل قبولي للرجوع إلى اللعب سلمت لهم الحزام الذهبي الذي أبهر الحاضرين وقتها.. 

لما رؤوا مني الغباء وسهولة النصب عليا  يتسرب مني قبلوا رجوعي إلى الانضمام إليهم ..وأكون من ضمن جلساتهم وهذا لمدة أربعة أيام فقط.. 

ردوا على غبائي بأن الحزام الذهبي لن يحضر لهم المال الكافي.. 

...بهذا الحزام لم أسدد ديوني وإنما كان وسيلة وسبب للسماح لي باللعب ثانية على طاولة القمار الراقية..وكأني قدمت لهم هدية أو رشوة. 

..أنا المال عندي كان يجهل مواطن استغلاله وطرق سيره.. 

زارتني الهداية ولم أرحب بها وبابي عليها لم أفتحه. 

  " كل فرصة تمر بصاحبها بدون استغلال منه حتما ستتبع بالندم عند الحاجة ". 

وهذا ما حدث معي ...مرت على طريقي فرص لا تعد..كنت أنظر إليهم بأنني لا حاجة لي بهم واليهم ولما احتجت لم أجدهم ..وعدم وجودهم أوصلني إلى ندم شديد وقاتل ومدمر ومحطم.. 

لكل شيء حرام وسيء استسلمت..لم أستسلم للفرص..الفروض..الهداية ولا لأبواب التوبة التي دعتني وفتحت لي بأوقات كان بها العقل معي واع ومدرك و... 

هل تعلمي يا سطيف بأن كثرة الاستسلام بين الحين والأخر تنجب نفسا ضعيفة بالخبر... 

أنا ضعفي فضحني ..أراني للكل بالثوب الذي تسترت وراءه ولبسته لأعوام..بالأخير ضعفي لعبادتي وإدماني كشفني . 

قتلت بقلبي...بداخلي الإيمان الذي ...أنا متأكد لو كان موجود لما مررني على كل مجالس السوء وعلى الكبائر لما سمح لي بفعلهم .. 

فالإيمان الذي لم يوجد معي بهذه الحياة البشعة...هو بالأول لم يكن معي..لأن الإخلاص مع ديني لم يكن.. 

  "..فلا دين بلا إيمان ولا عمل بلا تبيان ..". 



Garanti sans virus. www.avg.com

إرسال تعليق

0 تعليقات