Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

عبادة الجسد " اقرأ " _52

                 " الفصل الرابع " 

جاء اليوم الذي اجتمعنا فيه كلنا مع بعض..وببيت برج بوعريريج عدنا إلى أسرة واحدة مثل الأول.. 

فرح كثيرا الأولاد بإقامتهم بهذه المدينة وكذلك أمهم. 

تزامن رحيلهم مع العطلة الصيفية أينما أنهى الأولاد موسمهم الدراسي..ورقية أنهت تدريسها بتلك السنة وتم كذلك الإمضاء على طلب نقلها.. 

فرحتهم برحيلهم الدائم عندي لا أستطيع وصفه بأي أسلوب أو شبيه, أو تحديد قياسه..لأني لم أكن أبادرهم بهذه الفرحة..وطبعا كنت أتظاهر أمامهم بأنني سعيد بقدومهم لكن بداخلي كان العكس تمام. 

اليوم الذي تم فيه نقل حاجياتهم الضرورية من سطيف إلى ولاية برج بوعريريج كنت بعيد عنهم ولم أقم بمسؤوليتي معهم.. 

...أجرت رقية شاحنة نقل التي بها نقلت أشياء كثيرة , من فراش وحاجيات الأولاد..نقلتهم بجهدها وجهد الأولاد ومساعدة الجيران...لم أكن معهم وقتها..وحتى عند وصولهم وقفوا الجيران الذين هنا وساعدوها كذلك في النقل من الشاحنة إلى الطابق الثالث وأنا في كلتا الحالتين غير موجود ...بلعب القمار كنت أربح وأخسر..فصمتي المستمر والدائم كان الرد على تساؤلات الغير لي وعلى القيام بمسؤولياتي وواجباتي.. 

غضبت رقية كثيرا عن إهمالي المتواصل وبأسئلة كثيرة واجهتني.. 

..كانت تقوم بالكثير الكل تقريبا من مسؤولياتي وواجباتي... 

توقفت أنا عن النفقة عنها وعن الولدين وهي تحملت هذه النفقة.. 

هروبي في الدخول معها في حوار جاد كنت لا أجعلهم يروني بالنهار, سوى في أوقات متأخرة من الليل..أين كنت أجدهم غالبا نائمين.. 

عيشهم معي لم يجعلني أتوقف وأبتعد..أتخلى عن عبادتي للجسد التي صرت مدمن بها ومن المستحيل الانسحاب والترك بسهولة وبعجلة..بسرعة.. 

تصرفاتي وهروبي الدائم كان إجابة واضحة لكل تساؤلات رقية التي ما كان عليها في تلك الأوضاع سوى التحمل والتضحية , والعمل جاهدا إلى إرجاع الكيان الأسري والزوجي الذي كنا نحسد عليه .. 

...أحيانا كانت رقية لا تقوى على الوضع الذي يسوء كل ثانية.. 

كنت أرى فيها ذلك...من النساء الحديديات كانت.. 

امرأة حديدية بكل ما تحمله الكلمة من أسرار وجواهر وخبايا.. 

هي امرأة أصيلة إيه والله ,,كانت من راتبها تلبي مصاريف وحاجيات البيت والأولاد وهي, وحتى أنا كنت اخذ قسط ..جزء من راتبها وأجرها.. 

جيبي فارغ..لم أعرف مواطن وزوايا وأماكن النفع التي أضع بها مالي.. 



Garanti sans virus. www.avg.com

إرسال تعليق

0 تعليقات