Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

عبادة الجسد " اقرأ"_49

عند رؤيتي لدموعها أجن...لا أعرف كيف أكل ولا أنام ولا أذهب إلى العمل أو أي مكان..أو أن أفعل أي شيء سوى بأحضاني و... كنت أواسيها وأوقف قطرات الدمع عندها.أما هذه المرة لم أهتم لحالتها ولبكائها وكأن شخص غريب لا يهمني جالس أمامي أو غير موجود أصلا.. 

بكذبة من هنا وبكذبة من هناك تمكنت..استطعت من إرجاع الثلاثة إلى الحالة العادية..لحظتها..ليس لأي شيء إلا من أجل أن لا يتم اكتشاف أمري وحياتي الثانية الجديدة المخفية عنهم.. 

نهضت رقية رغم تعبها لتجهيز العشاء...زن هاتفي إذ بصديقي على طاولة ومجلس القمار جالس ويتصل بي ولي يقول أين أنت لقد تأخرت عن موعدنا...فإدماني للقمار أوقفني من الكرسي , وانصرفت من البيت بعد تمثيل دور أنني قلق على صديقي الذي تعرض إلى حادث بالسيارة, وبأنه هو بالمستشفى وأخوه أعلمني باتصاله...فأعذروني لا بد أن أذهب عنده حالا.ورقية المرأة الطيبة تعاطفت مع كذبتي وبالدعاء لصديقي المريض الخيالي بخشوع تدعي ومن الأعماق..هي كسبت حسنة وأنا سيئة.. 

ذهبت إلى الملهى الليلي وصرفت كل أموالي...أي راتبي الذي سحبته من البريد منذ ساعات...فجهد شهر أخذته ليلة..في لعب القمار والتسلية مع النساء وشرب الخمر.. 

وهكذا قضيت الليلة كلها خارج البيت مع ترك الزوجة والأولاد وحدهم..الذين هربوا من وحدتهم القاتلة, وقدموا إلي وجدوا نفس الوحدة وأشد.. 

عجبا أحيانا نهرب من وحدتنا..لا دوما..فندخل ونقع في الأصعب منها , حتى يوم الجمعة ..اليوم المبارك ..لم يستطع هذا اليوم أن يجعلني أهدى وأتوقف عن الذي أنا فيه ولو ليوم واحد..والبعد عن عبادتي..التقليل منها..وعن إدماني الذي كل دقيقة يزيد ويكبر ويفقدني الصبر.. 

عدت بهذا اليوم..يوم الجمعة على الساعة الحادية عشر صباحا كنت قد فتحت الباب. 

..وجدت رقية بالمطبخ والأولاد على التلفاز. 

استقبلتني رقية بردها الذي يوحي ويؤكد لي عن خوفها الشديد عليا.. 

طمأنتها بقولي كنت طوال الليل بجانب صديقي بغرفة العلاج..فحالتي لم تكن توحي بغير ذلك فالتعب سيطر علي واحتلني. 

..فاستحمامي قبل دخولي للبيت وتفطني من السكرة محا أثار الليلة البعيدة عن أجواء المستشفى.. 

دخلت مباشرة إلى غرفتي وأكملت نومي الناقص.. 

..استيقظت على مناداة رقية .."الأكل جاهز".. 

كنت جائعا جدا...أكلنا سويا..ليس كجمعتنا المعتادة على مائدة الأكل..في شيء متغير ومفقود وغير موجود..ناقص.. 

أكيد لمحت الزوجة وعلي وأدم وجود تغيير واضح بيننا.. 

لكن كنت أري بعينهم العذر الدائم وتقدير الظروف, و محاولة تحسين وإبعاد الشيء الذي جعل بيننا حدود وحواجز. 

تناولنا الغداء..ارتدت رقية ملابسها هي والأولاد وقالت: 

الآن نذهب لأداة صلاة الجمعة.. 

أخذتهم...اتجهت رقية إلى مصلى النساء وأنا وأولادي إلى مصلى الرجال. 

عند دخولي أحسست بضيق داخلي..وبأني لن أتمكن من أداء الصلاة كما يلزم.فالذي دفعني بالإحساس بهذا عبادتي للجسد من ناحية, ومن ناحية أخرى اتصال شروق بي..ما فعلته أنني فضلت كلامي ..تحدثي مع شروق عن الصلاة. 

أمرت الأولاد بالتوجه إلى الصف الأول , وبإخبارهم بأنني سأكون بالصفوف الورائية ..ورائهم.. 

..بهدوء وبدون أن ينتبهون علي انصرفت وغادرت المسجد, وكأن أحدا سرق أو يسرق شيئا مع الهدوء الذي لا يلفت الانتباه والأنظار هربت. 

غيرت موقع سيارتي التي كانت مركونة أمام المسجد, ببعيد عليها قليلا وضعتها وبداخلها كنت أتكلم وأعيش مشاعر وأحاسيس بوسيلة اللاسلكي..والى أن خرج الناس من المسجد.. 



Garanti sans virus. www.avg.com

إرسال تعليق

0 تعليقات