Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

عبادة الجسد " اقرأ " _33

الأخرى تنموا تظهر..يتم خلقها من النجاح الأول.والانجاز لا يتوقف عند النجاح, وإنما هو بدايته وولادته التي لا تنتهي بمولود واحد وإنما بأولاد لا يعدون على الأصابع. 

عملي صار أهم شيء يربطني في برج بوعريريج, وأكثر حاجة تأخذ وقتي.أكيد أعطي من وقتي للاتصال بعائلتي واحد واحد, والاطمئنان عليهم بين الفترة والأخرى. 

أم أولادي كانت منزعجة في أحدى الليالي.كانت تبكي من كثرة اشتياقها الكبير لي, وبفعل غيابي لشهرين عنهم..لا لقرابة ثلاثة أشهر.فكانت تود القدوم عندي والبقاء معي طوال الوقت..وأن نكون كما كنا بالزمن الماضي.وأنا كنت متأثرا جدا لكلامها...أحيت عندي الأشياء الميتة التي قتلتها بيدي لكي لا يصعب عيشي هنا.بالضعيف صرت أحس نفسي... 

مدير المدرسة التي تدرس بها رقية رفض التوقيع على طلب انتقالها إلا بعد نهاية الموسم الدراسي, وكان على رقية إلا أنها تستحمل وتصبر لكل هذا الوقت فالذي أراحها كثيرا اقتراحي عليها أنها أيام العطلة الأسبوعية , تحضر الأولاد وتتقدم إلى برج بوعريريج, ونقضي معا بعض الوقت إلى أن تنتقل بشكل نهائي. 

كثيرا فرحت رقية بالأحرى ارتاحت لهذه الفكرة وهذا الاقتراح الذي لم يكن له بديل أخر.وهكذا صرنا نقضي يومين من الأسبوع معا..معا كنا نتبادل الاشتياق والحرمان والحب , بمعناه التطبيقي والنظري. 

كنت أصبر نفسي ...وتتصبر هي بنومنا ومعاشرتنا وجماعنا القليل, والغير كاف...مع بعضنا في أحضان مسروقة وسريعة ...فقط في هذين اليومين. 

غريزتي شهوتي نشوتي التي نامت وقت...استيقظ بها الحال بقدوم رقية عندي.التصاق الجسدين والجنسين كان يريحني نفسيا قبل جسديا. 

هكذا...عادت حياتي إلى طبيعة أي رجل متزوج, وله زوجة وأولاد ومتطلبات وحقوق.صحيح ليست الطبيعة بكل جوانبها...لكن بوجود الجانب القوي الروحاني الشعوري يسهل الباقي ويجلبه. 

قدوم أسرتي الصغيرة عندي بأيام راحتي وراحتهم كان يزيدني .يمنحني طاقة ونشاط فوق المعتاد.كما كان يساعدهم على الصبر, وتقبل فكرة أنني بعيد عنهم.. 

علاقتي...علاقة أولادي وزوجتي معي ومعهم كانت جد نادرة بهذا المجتمع...معدومة في العديد من الأسر مفقودة.فعلي وأدم أصدقاء قبل أن يكونوا أولادي وأنا أبوهم.أنا بئر أسرارهم وهم بئر أسراري.أنا مخلصهم من التفكير الكثير والمشاكل والمصاعب.وهم محاربي التعب عندي... 

وفي يوم من الأيام وأنا باجتماع في مقر الجريدة, نقوم بابتكار مخطط جديد حضري يساعد على تطوير المواضيع وعمل ومجال الجريدة.كان هاتفي بمكتبي يرن عند دخولي.وبعد انتهاء الاجتماع, توجهت إلى المكتب أين وجدت هاتفي قد توقف عن الرنة.فتحته وجدت خمسة وعشرين اتصال من رقية.رؤيتي لهذا العدد من محاولات الاتصال أقلقني جدا وكثيرا.. 

اتصلت بها لأزيد من عشرة مكالمات لكن لا مجيب.مباشرة اتصلت بأمي وتكلمت معها.في بداية الاتصال الأم فاطمة كانت تعاتبني بقوة لعدم اتصالي اليومي , ولعدم نزولي إلى سطيف عندهم لكني استطعت أن أقنعها وترضى من طرفي وتسامحني... 

بعدها سألتها هل هي ترى رقية هذه الأيام , وحتى أنني اقترحت عليها أن تذهب للإقامة معهم أم هم يقيمون عندها , وبأيام قدوم الأولاد ورقية عندي ترجيتها أن ترافقهم. 

..فرحت والدتي بهذا ..بما قلت طمئنتني بأنها ستنفذه بأقرب وقت وعاجلا. 

هذه الفكرة..فكرتي..اقتراحي الذي سيزيدني اطمئنان على أسرتي , ويغرب عني الخوف قليلا. 

سألت أمي عن رقية بطريقة غير مباشرة , وكلامها كله كان يوحي بأنها بخير...والذي زادني زودني تأكيد أنها بخير, هو مرور رقية على أمي بالصباح الباكر قبل ذهابها إلى التدريس. 



Garanti sans virus. www.avg.com

إرسال تعليق

0 تعليقات