Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

خادمة البيوت_3

 

المرض الشديد الدائم يجعل من المريض عاجز على القيام بمسؤولياته هو فما بالك عن مسؤوليات غيره..ناهيك لو كان المرض دائم ونوعه شلل  

.. في هذه الحالة وجب على المحيط بالمريض المشلول الاعتناء به وتلبية طلباته, هي مسؤولية وخدمة صعبة أكيد الا أن الدافع الانساني ودافع الدم والقرابة يلزمنا بتولي هذه المسؤولية على أكمل وجه. 

هذا ما انطبق على سناء ..سناء أما لولد وبنت, الولد في الثلاث سنوات من عمره والبنت في شهرها الثامن . 

.. قبل ثلاثة أشهر تعرضت الأم وزوجها لحادث مرور مروع راح ضحيتها الزوج وسناء أصيبت بشلل بحيث أصبحت لا تقوى على المشي اطلاقا ولا حتى الكلام وان تكلمت لا تفهم ما تحاول قوله وما قالته.. 

عانت طيلة هذه الشهور ولا تزال تعاني بعد, ولكون أن كل واحد يعيش حياته من الأهل ولا يقوون على خدمتها في جميع الأوقات ودائما اضطرت سناء بعد تفكير طويل وبنصف قناعة ورضا  سلكت خطوة اللجوء الى الاستعانة بمكتب خدمة البيوت لتطلب خادمة من هناك تخدمها.. مع أن سناء لا تؤيد خطوة وفكرة الخادمة وهذا راجع لأنها تحب العيش حياة خاصة بحتة , اضافة الى الأشياء والحوادث والمشاكل التي تسمع عنها من المقربين اليها وحتى البعيدون وما يحدث من وراء الخادمات, الا أن وضعها ضغط عليها وأجبرها على جلب خادمة الى بيتها لخدمتها وخدمة طلبات ولديها الصغار 

جاءت الخادمة وفي بادئ الأمر ولفترة معتبرة كانت سناء سعيدة بليلى وتفتخر بها طوال الوقت وأمام الجميع, حتى أنها اتخذتها أختا لها وأمنت أولادها عندها من كثرة ما أبدته الخادمة من أدب واحترام وتصرفات وضعت الثقة الكاملة  بكف سناء . 

استمر الحال على حاله الجيد الى أن جاء اليوم حلت الخادمة محل سناء وصارت هي التي تأمر وتتأمر وتنهي كما لها مطلق السيطرة على سناء مستغلة طبعا وضعها وعجزها الصحي. 

تتلقى وتتعرض سناء دوما بشتى الأوقات سب وشتم واهانة , وتركها لساعات طويلة حتى أيام بدون طعام وعلاج ودون عناية , بدون أخذها للحمام. بدون وبدون.. 

أما الأولاد وكأن ليس لهم أحد على هيئة اولاد شوارع كانا.. لا عناية ولا اهتمام بهما والضرب بكل الأوقات بسبب وبدونه. 

هذا الوضع أدى بسناء العاجزة المشللة من الخوف من الخادمة ,  

ولم يتوقف الـأمر الى هنا وفقط فالخادمة ليلى صاحبة الخمسة والعشرون سنة حولت البيت , بيت سناء الى مكان لتقابل العشاق وما شابه ذلك. 

الحزن والقهر كان يقتل سناء بكل وقت وخوفها على أولادها الصغار جدا أدى الى تدهور صحتها أكثر وأكثر 

لا أحد استطاع وتمكن من العلم بوضعها. والخادمة كانت تمنع الهاتف عنها وحتى فتح الباب  لأهلها وذويها وان فتحت برد أن السيد  لا تريد رؤية أو استقبال أحد وهذا الرد أدى  الى خسارة سناء لأهلها . 

الوضع على هذا الحال مستمر.. لم يتحول الى الأفضل, بالسوء المزداد هو يسير , الى أن جاء اليوم الذي فيه بطن وعين الخادمة لم تشبع من المال التي تسحبه بالقوة من الامرأة العاجزة ولا من البيت الذي تحول الى ملتقى للعشاق وبأجر,فالطمع جعل الحال يتطور , ووقاحة الخادمة سوى يكبر حيث قررت بيع البنت الصغيرة أية الى عائلة غنية ليس لهم أولاد , وبالفعل تمكنت من فعل ذلك أمام أعين الأم التي خسرت ابنتها وهي ترى بأم عينها رحيلها الأبدي والخادمة تقبض ثمنها.. 

.. لكن عنما وصل الأمرالى ضياع ابنها أدم كذلك لم تستطع الأم المشلولة البقاء صامتة بأي شكل من الأأشكال , والوضع المزري الذي وصلت اليه هي وأولادها أعاد اليها النطق من جديد بصرخة في وجه الخادمة التي وضعت حقيبة أدم أمام الباب  مهيئة له الرحيل مع عائلة أخرى .. نطقت لا أيتها الفاجرة لن أسمح لك بذلك.. 

لم تتوقف سناء من الصراخ لحظة وصوتها العالي جدا أخاف الخادمة كثيرا بأن يصل الى الجيران, فدون تردد منها مسكت بالوسادة بيدها وعلى وجه سناء وضعتها وبدأت تضغط بقوة لكتم الصوت , وبالفعل سكتت العاجزة أبديا .. لحقت بزوجها . 

هربت ليلى وتركت أدم أرضا يبكي على أمه , جائت الشرطة وثبتت التهمة على ليلى الهاربة التي تم القبض عليها بعد شهرين من الجريمة حوكمت بما تستحق , وأدم احتضنته احدى العائلات. 

  

إرسال تعليق

0 تعليقات