يئست...إيه والله..وبالانصراف بسرعة قررت, وبأن لا أنظر ورائي تحديت نفسي وفضولي ورغبتي..
"آه فما أصعب أن تقف وقفة الوحيد المنسي بين السماء والأرض".
...أخذت مني الطريق فوق الساعتين مع أن الطريق منك يا سطيف إلى برج بوعريريج ساعة وقليلا فوق الساعة.
سبب طول الطريق عندي , قيادتي البطيئة وتوقفي بين الحين والأخر الكثير...والتعب الشديد الذي كنت أشعر به كاد يوصلني إلى حادث فضيع وبشع لولا ستر الله ودعوات أمي عليا ورضاها الدائم.
الساعة التاسعة ليلا وعدد كنت وصلت عند بوابة برج بوعريريج.
توقفت وصرت أمام مدخلها أنظر إلى الأمام والى الخلف.
رفعت يدي ورأسي إلى الخلف ..وحاسة البصر تنظر واليد تقول بالحركة وداعا يا سطيف لن أنساك , واليك سأرجع أكيد بكل فرصة تزورني وتطرق بابي.وتجدينني عندك أكل وأشرب...أزور الأحباب و معا نتقاسم الاشتياق.
نزلت قطرات دمع من عيني اليمين وأنا أقول هذا الكلام لك.
أعطيتك يا مدينتي النصيب القليل من الكلام والتعبير .
بعدها صوبت العين إلى الأمام وأنا بالثانية برج بوعريريج لها أقول:
ها أنا وصلت عندك كضيف طويل المدى...كصحفي عندك سأصير أكتب عن قضاياك ومجتمعك الذي لم أعاشره ولا أعرف عنه أي شيء.
سأقيم عندك إلى متى لا أعلم...سأتعايش معك ومع أهلك ...مع ناسك مع عاداتك وتقاليدك ومع أعرافك.
ستكوني يا برج بوعريريج محتضنتي الثانية بعد الغالية سطيف.
سأكشف لك علاقتي معك...اعذريني على هذا الكلام يا مدينتي الجديدة....أنا لست سعيد برحيلي.عملي هو الذي رماني بأرضك...حبي الكبير لولايتي لن أمنحه لغيرها...وراحتي التي بدون شروط ووسائل لن أحس بها ولن أعيشها إلا وأنا بقلب سطيف.
خذي مني يا موطني الجديد هذا الوعد...
لن أتعدى أعرافك ...عاداتك وتقاليدك ...نظامك وقوانينك..
الضيف المحترم والمؤدب ...المتخلق والرزين سأكون تأكدي.
لن تري من جانبي إلا الوفاء والإخلاص والمصداقية والشفافية التامة, والنزاهة الكلية في العمل.
سأحاول أن لا أحسس نفسي بأنني غريب عنكم ...وسوف أتأقلم بفترة وجيزة.
سأحب عملي....جيرانك...ناسك.ولكن...سامحيني لن أتخلى عن مبادئ وأخلاقي مقابل إرضائك شكلا وموضوعا.
لن أتكلف و أكلف نفسي...بطبيعتي وعفويتي معك ومع المتواجد بك سأكون.
0 تعليقات