Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

عبادة الجسد " اقرأ "_20

اللهفة إلى باب المطبخ أوقفني ...الأكل على الطاولة وهم حوله يأكلون ...حوله كالضيف الحبيب على القلب يزور. 

ورقية فمها ممتلئ نظرت لي بتعجب وقالت: 

لما لم تشد الرحال والى برج بوعريريج ذهبت؟...فالوقت تأخر والشتاء أوقاته ضيقة وقصيرة.فهيا بسرعة اذهب قبل أن يمسك عليك الظلام المخيف. 

ردي عليها كان بكلمة واحدة ..حسنا. 

أين تعابير الوداع ؟....أين ردة فعل الاشتياق المسبق ؟ 

أين الاهتمام قبل الرحيل ؟...أين الدعوة إلى حضور مائدة العشاء ؟...أين مرافقة المغادر إلى غاية نقطة الانفصال ؟...أين الدموع والأحضان والقبلات الساخنة ؟ 

أين الدعوات والأمنيات والتوصيات ؟... 

أين أنا من كل هذا ؟...وأين هم من فعلهم لهذا ولو حتى كذبا وتمثيلا وتظاهرا ؟.. 

أين محبتهم الموجودة بالقلب ؟.. 

اندهشت..استغربت..انصدمت..فوجئت..دخت..حزنت بما أوصلوني إليه من حالات. 

لم أريهم حالتي التي كانت تضربني وتؤلمني. 

لم أرد إزعاج أحد ولا قول لأهل بيتي , والى زوجتي شريكتي لأزيد من اثنا عشر سنبلة بأن. 

" لا يقاس المحب بتسرب كلامه , وإنما بمجموع الأعمال والجهود المبذولة والمقدمة كطبق حب للحبيب". 

لم ألمس فيهم الحب الذي كانوا يدعونه...ولا صعوبة فراقي عنهم . 

أحضرت حقيبتي من غرفتي وأمام باب المنزل وضعتها لبضع ثواني. 

أدخلت عيناي على حرم المطبخ...البصر كان يرى انشغالهم بالعشاء , واللسان في بئر نفسي كان يقول لرقية ولأدم وعلي. 

" المحبة نتائجها تضحية وإصرار, سعادة والبعد عن الإضرار, سلام وانقراض الأشرار, تقوية التواصل وفسخ عقد الأسرار, الأمان والعيش أحرار". 

على وقع هذا الكلام الذي لم يسمعه أحد , وبالأكل تركتهم 

فتحت باب المغادرة لوحدي , وأقفلته ورائي. 

حملت حقيبتي الثقيلة جدا بشق الأنفس, وبالسيارة وضعتها. 

والى شرفة منزلي كنت أتأمل أنظر أنتظر...كان هناك أمل منها أراهم وهم بأيديهم يلقوا سلام الوداع 

تأملي للشرفة التي نوافذها مغلقة ولم تنفتح طيلة انتظاري والبرد والمطر يذلني. 



Garanti sans virus. www.avg.com

إرسال تعليق

0 تعليقات