Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

عبادة الجسد " اقرأ "_18

كانت وجهتي الثانية إلى المقهى المفضلة عندي , لشرب القهوة مع الأصدقاء والأصحاب والمعارف. 

وضعت خطوة من رجلي على مقر القهوة , وأنا جد ملهوف على فنجان قهوة ساخنة. 

طلبت القهوة...وشربت فنجانين ببطء وتروي , وأنا أنتظر أحد المعارف والأصدقاء لرؤيتهم. 

لم أرد الاتصال بهم وإخبارهم بمغادرتي. 

لم أتمكن بجرأة التوديع ...لم أتمكن أن أودع أحدا بعد أهل بيتي. 

كنت أنتظر والنغزة التي تنغزني بالداخل تقول لي الوقت تأخر ...لا وقت أمامك. 

أمرت القدمين بالوقوف والخروج من المقهى وعند الخروج سلم عليا العم مبروك الذي إن لم ينادي فرحات بني لما كنت عرفته. 

استغربت لذاكرته وهو بسن التسعين أو فاق.معه شيئا فشيئا بدأت أتذكره...فقد كان بائعا للحليب بحينا القديم.فمن بقرته شرب كل الجيران مجانا وبمقابل.استفدت كثيرا من حليب غنمه وأبقاره وبقوة العظم تحصلت وكسبت. 

عجبا...الذي تنتظرهم وتتوقع قدومهم لا تجدهم, والذين يكونون بعيدين عن بالك وتصورك تجدهم أمامك دون موعد أو سابق اتفاق. 

أكذب لو قلت أني لم أسعد برؤية العم مبروك, وأكذب لو قلت أنه أنساني وشجعني على الرحيل. 

التقائنا أرجعني إلى أجمل اللحظات...السنين والأوقات التي أمضيتها عندك يا ولايتي.. 

من هذا اشتهيت مضي الباقي هنا بسطيف وفقط...بهذه الأرض ومع هؤلاء الناس. 

تفكيري ورأيي هذا غير منطقي عند كثير من الناس....نعم أعلم ...لما أخرجت إحساسي , وأطلقت رغبتي وأنا أعرف...هاجمني القريب والبعيد , الصغير والكبير , فالكل كان لهم نفس الرد...وأي رد ...رد مخلوط بالاستغراب...ضحك...استهزاء... 

هذا ما أسمع...برج بوعريريج قريبة فهل أنت صغير ليصعب عليك الرحيل.؟..لن تذهب إلى كوكب أخر ...من كوكب الجزائر لن تخرج....و....و... 

حكيت وجع رحيلي يا مدينتي , لكبيرك وصغيرك ولا أحد وساني ...لا أحد سمع غبائي وبمسايرتي والسير في خط حديثي كان معي. 

لم أرى بأحد نار الفراق لا بالعين ولا بالكلام...ولا لهفة الاشتياق السابقة التي كانت عندي لم يشاركني بها أحد.

Garanti sans virus. www.avg.com

إرسال تعليق

0 تعليقات