Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

عبادة الجسد " اقرأ _ 17

أمي غير الكل كانت..شعرت بوجعي وبما أحس به دون النطق والقول...دخلت موطن..عالم أحاسيسي ومشاعري ومعهم تعايشت ورأت شكل معيشتهم.. 

فعلا كما قيل: 

" الأم تقرأ أفكار أولادها, وبدون القول يصلها الكلام". 

استطاعت والدتي أن تذيب قياس معتبر من الجليد الذي كنت فيه. 

نطقت...بعيني..نظرت الغالية إلى عيناي , ويديها بملمسهما الناعم على خدي ترد على ألمي بالراحة. 

كلمتني بالدمع قبل اللسان. 

قالت: 

تنفس يا فرحة عمري فهذه هي الحياة 

نعم رؤيتي لك ضرورية, فأنا قبل أن أراك ...القلب والمخيلة يسبقوا البصر 

لا تظن أن رحيلك صعب عليك وفقط...رحيلك عني معناه الموت البطيء 

تعودت على وجودك بكل تفاصيل حياتي 

أنت ونيسي في وحدتي...أنت....أنت...أنت.... 

ماذا أقول إلا أنني سأتعذب لفراقك 

ما أتمناه إلا أن يكون رحيلك فيه خيرا لك. 

الذي سيداوي جرح البعاد الذكريات وأمل الرجوع. 

" إن كان للعمر أجل فلكل ثغرة من حياتك نتيجتها ذكرى". 

فابتسم يا بني وأرضى بنصيبك وما أتاك. 

يا ولدي فرحات إن لم تجمعنا مدينة واحدة وحي واحد وبيت واحد, فوطننا الجزائر يجمعنا ومعه الحب والقرابة والدم. 

فأنت لن تكون مغترب البحر مثل أبوك 

بسط الأمر ...كل أسبوع ...يوم الجمعة بني فرحات يؤتي ويزورني. 

كانت أمي تتكلم عن لساني ولسانها, وأنا سوى كنت أسمع. 

لم أجد مجموعة حروف أجمعها.. بهم أكون جملة أو نصفها أرد على كلام أمي 

كلامها زرع بكل كياني الراحة... 

أقنعتني ...قوي أرجعتني...أبعدتني عن التصعيب وبالسهل وضعتني. 

خرجت من عندها وأنا فرحات الرجل العملي الذي هو بوجه الحياة أينما رمته. 

خرجت بعد ترك وعد بيننا, بأن لن تلهينا الحياة عن بعضنا البعض, وأن كل يوم أتصل بها ...نتصل ببعض ونطمئن على صحتنا وأحوالنا. 

خرجت بعد أن ملأت معدتي بأطيب الأكلات وأحبها على قلبي ...وما أشتهيه من يد الأم المباركة فاطمة أكلته. 



Garanti sans virus. www.avg.com

إرسال تعليق

0 تعليقات