Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

عبادة الجسد " اقرأ " _16

بيدي أربعة وعشرين ساعة على الرحيل ومغادرتك يا سطيف. 

بالتوتر الشديد والحيرة....متوتر حيران كنت... بمن أبدأ إعطاء كلمات الوداع؟. 

الحنين إلى الوالدة دفعني...حملت رجلي وعندها كسلان وفشل ذهبت. 

صعدت أدراج المنزل درجة تلي درجة, كل صعده كان الجسد ....ميزان بدني ثقل. 

 ....بشلل نفسي كنت أحس......به ظننت أني أصبت. 

دخلت على المطبخ...شدتني رائحة الكسكس فاشتهيت تفريغ ملاعق بفمي...زيارتي التي كانت وداع بمجملها سدت شهيتي, وتركت سوى حاسة الشم تتلذذ. 

لم أجد والدتي فاطمة بكذا مكان وأنا أفتح باب غرفتها بهدوء...على سجادة الصلاة كانت أمي تدعوا لي بتضرع وخشوع. 

بوجودي أحست رغم عدم  تفوهي بحرف واحد. 

قالت: 

 لما أنت والباب جامدين؟..أدخل ما بك؟. 

وأنا كالمادة الصلبة...كشيء من الثلاجة تم إخراجه. 

تجمدت كل الحركة عند فرحات وأمي من شكلي هذا تكثر الأسئلة. 

الأم فاطمة: 

اجلس يا قرة عيني..عن الباب تحرك وابتعد..ما الذي حصل.. حدث؟ أثرت فضولي وأيقظت قلقي وعليك جدا حيرتني..تكلم يا ولدي. 

عندما زارتني وعادت الحركة صاروخ من النوع الجيد اشتغل بأعضائي. 

بجسدي المشعل بالنار إلى أحضان الغالية سقط الصاروخ, وبحضنها وضمها إلى صدري عادت الحركة إلى سكونها وجمادها. 

بالعيون المغمضتين ويداي المضمومتان بظهر قلب العائلة...بكيان أمي ما أردت الرحيل...لم أشأ مغادرتها. 

بها أنا مرتبط جدا..ابنها الوحيد كنت...أنا وأختي فوزية المقيمة بفرنسا وفقط. 

أبي لم أتمكن من توديعه ولا رؤيته, لأنه كان بفرنسا يعمل هناك. 

الكل كان يستغرب لحالي وهروبي من الرحيل...كانوا يردوا عليا بقول: 

برج بوعريريج هنا وقريبة جدا...ليس هناك بحر بيننا , إليها لا نذهب لا بالسفينة ولا بالطائرة, وبالمشي الذهاب إليها ممكن. 

لا أحد ..لم يستطع الكل فهمي ولا قراءة ما أنوي وما قلت...ولم يصل كلامي إليهم كما أود توصيله... 

...استخف الكل بحالي وشعوري و... 

لم يفهموا أن سطيف منها لن أرحل ...بغيرها صعب أقيم وأكون وجد متمسك ومتعلق بها وبكل ما فيها. 



Garanti sans virus. www.avg.com

إرسال تعليق

0 تعليقات