Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

عبادة الجسد " اقرأ "_14

حملت الورقة, بدأت بتصويب البصر لقراءتها شفت محتواها...اندهشت...زارتني غمامة لا أستطيع وصفها أغمرت قلبي وفي الضيق حبسته ويدي عن صدري لم أرد سحبها كأنها التصقت, وأنا أحببت ذلك الإحساس السيئ. 

قلت: 

هذا قرار نقلي إلى فرع الجريدة المتواجد بمدينة برج بوعريريج. 

خاف المدير على حالي , وصار يحاول التخفيف عني بكلام يقنع, وبأكثر بساطة كان يحثني بأن أخذ أمر النقل . 

لي قال: 

سوف تقيم وتعمل بولاية برج بوعريريج لفترة بعدها يتم تعيينك بصفة نهائية في الجريدة بالجزائر العاصمة كرئيس تحرير فأنت أثبت جدارتك في هذه الجريدة وبمهنة الصحافة المكتوبة, فقرار نقلك أساسه هو رفع رتبتك , فسوف تكون نائب مدير الجريدة ببرج بوعريريج. 

رغم ما سمعته يفرح أي أحد بمكاني ..لكني أنا لا...وبدون ...وبغياب ملامح الفرح قلت: 

أنا لا أريد الرحيل من هنا...لا ترك الجريدة ولا ترك سطيف.أهلي ,أسرتي, أولادي , الأصدقاء, الجيران...الكل هنا 

عني ضحك المدير , تارة بصوت مرتفع وتارة أخرى بصوت منخفض 

وقال: 

لك أن ترافق وتصاحب أي شخص بأي مكان. 

ما بك يا فرحات أنا أعرف بأنك اجتماعي ومن الدرجات الأولى, أما بخصوص عائلتك فسوف ينتقلون معك.فلاحظ كم الأمور سهلة...السكن موجود ضمن العمل. 

كان أمامي أمر واحد وهو أن لا أكثر الحديث مع المدير , لأن أي كلام كان يصدر مني كان يجد له رد منطقي. 

رأيت نفسي....أحسست أنني سخيف وبأني أعطيت الأمر أكثر من حجمه. 

الدموع بدأت تغرق سحر عيناي لولا شراسة المدير في الرد لكنت رميت في أحضانه وبكيت على كثر حبي وعدم رغبتي للرحيل وترك الغالية سطيف أنتي. 

كنت سأحكي له عن صعوبة العيش التي أتخيلها وأتصورها بأرض غير أرض الهضاب العليا. 

بشرب المدير لفنجان القهوة كان يقفل عليا أبواب عرض أسباب وصعوبة الرضوخ لقرار النقل والتوقيع بحرارة عليه. 

بيدي اليسرى ...بين إصبعين وضعت القلم , وباليد اليمنى على أصراف أصابعي ضغطت على الورقة. 



Garanti sans virus. www.avg.com

إرسال تعليق

0 تعليقات