Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

عبادة الجسد "اقرأ " _12

فأنت يا الهضاب العليا الموت الذي له موقف, فالروح وضع لها حد بحملها للعقاب الذي ولد من عبادة الجسد. 

للأسف...فرحات جعل حزنه على ذنوب نفسه كحزن الروح المفارقة لمأواها وبالأكثر بكثير. 

ومع هذا لم تذهب كل أحزاني ولم ترحل... قررت البقاء عندي ... البقاء بنفس ضعيفة بالمرض وما فعل بها الزمن وما فعلته النفس بنفسها وبصاحبها. 

قدمت إليك فأنت التي بقيت لي في هذه الحياة  يا سطيف. 

جئت وأنا أحمل بكفي ...بيدي كتاب حياتي ويومياتي التي مرت وعشتها وأنا عن بقاعك غائب ومسافر. 

بالكون الباطني براكين تود الانفجار بالخروج إلى سطح الظاهر. 

مرضي بلا دواء ولا شفاء...أعيش الموت أنا...أرى الموت ...أحس به ها أنا " كانقطاع الرضيع عن حليب أمه وكفراق الشاب لشبابه , وكعيش الماضي بلا رجعة. 

هكذا أنا والموت سويا نقضي الأوقات ونتبادل الأحاديث. 

عشت معيشتان , معيشة ظاهرية مرت وغادرت , ومعيشة باطنية جد صعبة , الظاهرة كانت الدنيا والباطنية نهايتي ... ورفيقي الموت الفاصل بين هذه وتلك.  

تعلمي...هل تدري يا مدينتي؟  

" ما أبشع وأحزن أن تسير طريق تجهل وجهته, فمرورك بها يرجعك لنقطة البداية, وكأنك لم تمر بها بتاتا, وما أنجح أن تسير أدراج المعلوم, فتخطيك عليها تكسبك مرادك المرغوب , أما أنا ابن أدم لم أسر نحو الوجهة المعلومة فلم أرى أمامي البرمجة المنظومة". 

نقطة نهايتي لا تشبه بدايتي...رغم أني فقدت أشياء لم تكن معي ببداياتي , مع هذا نهايتي تعدت بدايتي . 

الفرق بين البداية الحقيقية والبداية التي منتجها النهاية.البداية الحقيقية كتاب أبيض أكتب الذي أود عليه وما يريده المجتمع والزمن. 

والبداية التي أنتجتها النهاية هو أن الكتاب امتلأ ولكن رغم امتلائه رجعت إلى البداية بعد فقداني لأشياء لم تكن ببداياتي . 

وصلت إلى طريق مليء بثعابين دخلت أحشائي وبسمهم بالبطء  أنا بدأت ..أنا أفقد الوعي وأموت. 

ملئت ميزان أعمالي بالذنوب والمعاصي والفواحش والمنكرات والكبائر. 

ميزاني لا يشبه أي ميزان... ميزاني جسد بيد واحدة. 

كف ميزان صار بحر بميزان. 

لوثت الكونين الدنيا والآخرة , بعبادتي السخيفة والغبية والحمقاء للجسد. 

هدوء فرحات محاسنه معاقبة الأخطاء ومساوئه المرض بغياب الدواء. 



Garanti sans virus. www.avg.com

إرسال تعليق

0 تعليقات