Ticker

6/recent/ticker-posts

Header Ads Widget

الغني يتكفل

الغني يتكفل

بقلم : نورة طاع الله 

ان الفقر ولد مع الحياة ومع الفقير والغني فالغني ابن الفقر بالأمس والكثير من أبناء الفقر أغنياء اليوم ولكن الفقر بقي العائق الكبير الذي يواجهه كل فقير وهو ذلك العجز الذي يقفل جميع الأبواب الا أن أبواب الله مفتوحة وفي خدمة عبده دوما بلا انقطاع فالجأ الى الله وكن واثق بأن بابه لن يغلق في وجهك فأنت العبد المؤمن الصالح الواثق المؤمن بالله وبقدرة الله.
مازال الفقر يشكل عقدة صلبة صعبة التخلص منها عند الكثير والعديد من سكان الأرض ان لم نقل معظمه ..فليس اختيارنا أننا فقراء وانما نصيب محدود وقدر وتسرع وجنون وتبذير والكثير أوصل العديد الى الفقر الذي لا يفضل أحد أن يعيشه ولو بعض ساعات فما بالك أن يزاولك ويكون معك بكل مراحل حياتك وتفاصيلها بوفاء الوفي واخلاص الوفي الذي لا يتركك مهما كان ومهما تغير الحال مع أننا كثيرا وغالبا ما نصل الى شتم الفقر وطلب الرحيل منه وطرده بكل الأساليب الجيدة والغير جيدة وهو باق فهو تحت أوامر يمشي ولم يرى بعد منا الاجتهاد والارادة والعمل الكافي الذي به ينقلنا الى الحياة الثانية التي لن يكون هو فيها .
غني البارحة كان فيه القليل من الكثير من الرحمة والعطف فهو لا يبخل ويده ممدودة للمساعدة بطلب ومن غير طلب ويؤمن بأن المال الذي بحوزته وبين أيديه هو مال له وللفقير حق فيه فيزكي ويتصدق ويتكفل ويعيل أسر وعائلات ليس ليوم واحد وانما بشكل دائم الى أن يتم الانقطاع بلا أمر منه أو يستمر ..فالغني جارنا لا ينام وأحد جيرانه جائع ويتألم جوعا ..وما بجيبه ليس له فهو رزق ونصيب الصغير قبل الكبير وليس هناك شعور واضح بأن هذا الغني غني ومن كثرة تواضعه وأخلاقه وبساطته واحترامه واحساسه بالفقير واليتبم والمحتاج لكنا قلنا أنه حاله من حال الفقير وذلك المحتاج وأنه يتيم لا محالة الا أنه ذلك الغني الذي غناه تم استغلاله من طرفه لما ينفعه وينفع غيره.
الفقير ينتظر منك أيها الغني أن تبتسم في وجهه فاليوم لم يبقى الغني كما كان فأبناء الأغنياء الصالحين لا وجود لهم فهم من القليل القليل التابع للقليل الذي بقي منه سوى القليل ..الفقير أخ الغني فالأخوة لا ينظر فيها للمال ولكن أخ اليوم ينظر الى أخيه الذي قد يموت جوعا ويتسول ومتشردا وهو داخل قصره وبسيارته يتجول وكأنه فاقد للبصر لا يرى أحد سوى نفسه فوق البشر وهو في حقيقة الأمر الفقير أحسن منه على الأقل الفقر يعلمنا الصدقة والوقوف مع المحتاج في الشدة ويقوي ايماننا وتقربنا من الله ويصنع منا الجميل ..فالفقر فيه الاحترام ..فيه البساطة والتواضع..فيه الايمان واليقين والقناعة..فيه الرضا والصبر والعمل والاجتهاد..فيه مر الحياة وحلاوتها في نفس الوقت .
لو تكفل الغني بأخيه الفقر لتحولت الدنيا من حولنا وتوقفت الحروب واختفى الجوع والحزن الذي يقطع القلوب وعم الخير والسلام الأرض واحتمى الصغير بحضن الكبير ..ولواجهنا ما عجز الكبار والعظماء على مواجهته وحله ..ولكان الشر انسحب بكل هدوء ونزلت الجنة الى الأرض لتعيش معنا وشعارنا الحب والعمل لوجه الله وفقط.
الغني يتكفل ومن واجبه أن يتكفل بالفقير الذي قد يكون أخوه ابنه أبوه أحدا من أقاربه ..جاره ..صديقه أحدا يعرفه..أحدا يراه من بعيد سمع عنه قابله قدم اليه وطلب المساعدة ..فالغني حوله الكثير من هم بحاجة الى المساعدة وسد الكثير من الحاجيات وفك الكرب وحل المشاكل..الغني يتكفل فعنده المستشفيات والسجون ودار الأيتام ودار المسنين والكثير من الأماكن التي فيه المعوزين والمحتاجين والذين يدعون رب السماء بلا توقف فتكون أنت الفرج وأنت فرحة الصبر واستجابة الدعاء .
متى تكفل الغني بالفقير بقدر ما استطاع رضي الله عنا ورحلت كل المصائب والصعوبات التي حلت بالأرض والعباد .

-نورة طاع الله 

إرسال تعليق

0 تعليقات